التعليم نشاط أساسى وجوهرى لا غنى عنه فى العصر الحديث , والتعليم عن بُعد هو كل نموذج تعليمى تتم فيه عملية التعليم باستخدام الوسائط والأدوات التقنية دون وجود مكان محدد أو ثابت لتلقى الدروس ودون علاقة مباشرة بين الطالب والمُعلم خلال عملية التعليم . بدأ التعليم عن بُعد فى القرن التاسع عشر عندما ظهرت طريقة التعلُّم بالمراسلة عن طريق خدمات البريد التى كانت تنقل المادة الدراسية المطبوعة والمكتوبة بين المُعلمين والطُلاب , مع ظهور الراديو وبداية البث الإذاعى تم استخدام الراديو فى التعليم عن بُعد وكان عنصر الصوت هو المؤثر الأكبر فى عملية التعليم وتمكن الناس من تسجيل وبث العديد من البرامج التعليمية , مع التقدم العلمى ظهر التلفزيون والفيديو كاسيت وتَوفر التعليم عن بُعد من خلال الصوت والصورة والأقمار الصناعية . إختراع الحاسب الآلى وانتشاره السريع وبعد ذلك ظهور شبكات المعلومات الدولية والإنترنت صنعت قفزة كبيرة فى مجال التعليم عن بُعد حيث أصبح مصطلح التعليم عن بُعد يُشير بصورة واضحة للتعليم عبر شبكة الإنترنت بإستخدام الحواسيب الشخصية والوسائط التكنولوجية الحديثة للاتصال بشبكة المعلومات والأقمار الصناعية المُستخدمة لنقل البث التعليمى الإذاعى والتلفزيونى .

أنواع التعليم عن بُعد
هناك العديد من طُرق التعليم عن بُعد , تُعبر كلها عن تطور عمليات التعليم عن بُعد والتفاعل فى عملية التعليم بين الطالب والمُعلم والتوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة والاتصالات من أشهرها :
طريقة المحاضرات المرئية : طريقة تُشبه التَعلُم داخل الفصول العادية لكنها تحدث عبر الإنترنت ويكون هناك إنفصال بين المُعلم والطالب لكن يتمكن الطالب من رؤية وسماع الشرح من المُعلم ويمكن أن يطرح الأسئلة ويتفاعل مع كل ما يطرحه المُعلم والزملاء فى وقت الدراسة.
طريقة التعليم الافتراضى : يتم نقل المواد العلمية والاتصال بين الطالب والمُعلم من خلال شبكة الإنترنت والبريد الإلكترونى عبر فصول ومدارس افتراضية , يمكن أن تجرى عملية التعليم بشكل متزامن أو غير متزامن.
طريقة أقراص المعلومات المُدمجة : من أفضل وسائل التعليم عن بُعد لقدرتها الكبيرة على تخزين أكبر قدر ممكن من المعلومات وإعادة تشغيلها بجودة أكثر من مرة فتُساعد كثيراً فى نشر التعليم الذاتى لكنها تحتاج لجُهد وتكلفة فى الإعداد من قبل المتخصصين.

مزايا التعليم عن بُعد
- المُرونة وعدم التقيد فى أوقات الدراسة حيث يمكن لكل شخص التَعلُم فى الوقت المناسب له وبالسرعة المناسبة لقدراته.
- يعمل على تلبية احتياجات الطالب الاجتماعية والمهنية فيتمكن من اختيار مواضيع الدراسة حسب اهتماماته وميوله ويدرسها بشكل مُكثف ويوفر وقت الدراسة فى مواضيع أُخرى لا تهمه.
- يُقلل من تكلفة الدراسة بالمقارنة بالتعليم التقليدى لعدم وجود مصاريف للملابس والمواصلات والمصروف اليومى وأدوات الدراسة التقليدية.
- يضع أمام الطالب خيارات كثيرة فى الدراسة من اختيار المنهج التعليمى والجامعة المناسبة أو الموقع المناسب لمُتابعة الكورسات التعليمية ويُمكن الانتقال بين المواقع المختلفة بسهولة.
- يُوفر العديد من الأشياء التى تصنع جو مُلائم للتعليم مثل الدافعية للتعلُم وارتباط عملية التعليم بحاجات الأفراد وميولهم ومواهبهم وقدراتهم.
- تتميز عملية التعليم بالخصوصية أكثر وتعتمد على الفرد وما يتناسب مع قُدرات ودرجة ذكاء واستيعاب كل طالب.
- خلق مناخ من الحرية فى العملية التعليمية والتشجيع على استخدام الوسائط المُتعددة ووسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة.
سلبيات التعليم عن بُعد
- فقد بعض الطُلّاب الحافز للتعليم وشعورهم بالعُزلة لعدم وجود اتصال مباشر بالزملاء والمُعلمين.
- شعور بعض الطلاب بالتردد والخوف من التعليم وعدم القدرة على التقييم الذاتى المُناسب لقدراتهم.
- التكلفة العالية للتعليم عن بُعد فى بعض البلاد والمناطق تحد من انتشار هذا النمط التعليمى.
- نقص تدريب هيئات التدريس على أساليب التعليم عن بُعد واستخدام التكنولوجيا فى بعض البلاد يُقلل من انتشار هذا النوع التعليمى بها.
- عدم توفر بنية تحتية جيدة من شبكات المعلومات والاتصال وأجهزة الحاسب والتكنولوجيا توقف النظام التعليمى عن التوسع فى استخدام التعليم عن بُعد.
- يؤدى فى بعض الأوقات للشعور بالملل الناتج عن قلة التواصل فتحدث مُعدلات عالية من الانسحاب من عملية التعليم.
بعد انتشار (فيروس كورونا) فى جميع دول العالم وتوقف أغلب مؤسسات التعليم التقليدى عن العمل واستقبال الطلاب لا يوجد أمام العالم سوى خيار وحيد لاستمرار عملية التعليم يتمثل فى التوجه بقوة ناحية التعليم عن بُعد وتدريب جميع هيئات التدريس والطلاب على ذلك حتى تنتهى الأزمة وتتمكن المؤسسات التعليمية من العودة لتقديم برامجها التعليمية المُعتادة .
