يُعد سبارتاكوس أشهر مُحرر للعبيد فى التاريخ ، هو ذلك العبد المُصارع فى حلبة المصارعة مع غيره من العبيد حتى الموت ، ولا تنتهى المباريات إلا بموت أحد المُصارعين ، كل هذا من أجل تسلية أسيادهم والجماهير المُتعطشة لسفك الدماء . لكنه ثار على مصيره وفضل أن يقاتل من أجل الحرية له ولجميع العبيد الذين صدقوه وحاربوا بجواره طوال سنوات ، فأصبح أسطورة يتحاكى بها الجميع حتى اليوم .
حياة سبارتاكوس
ولد سبارتاكوس عام 111 قبل الميلاد فى مدينة تراقيا جنوب غرب بلغاريا، كان يعيش مع قبيلته قبيلة (مايدى) ، لم يكن عبد إلا بعد أن غزت جيوش روما المنطقة وأسرته هو وزوجته ،فأصبحوا عبيد وتم بيعه كعبد لأحد الأشخاص الرومان يُدعى (لنتولس بتياتس) الذى كان يمتلك مدرسة لتعليم وتدريب العبيد على المصارعة ،واستخدامهم كمصارعين فى حلبات خاصة بالمصارعة يتم تنظيمها من أجل المُتعة والترفيه . سبارتاكوس هو من بين المصارعين العبيد الذين صمموا على الهروب وكان عددهم 200 شخص فلم ينجح إلا 78 شخصاً ، حيث سيطروا على أدوات المطبخ وصادروا الكثير من الأسلحة والدروع ، وقاموا بهزيمة الجنود المُرسلين لإيقافهم ، وجندوا معهم العديد من العبيد الآخرين ونهبوا المنطقة المُحيطة بكابوا ، واتخذوا موقع حصين فى جبل فيزوف . اختار العبيد سبارتاكوس و(كريكسوس) و (بونوماوس) كقادة لهم .
أرسلت روما قوات عسكرية بقيادة (غايوس كلاوديوس غلابر) ، الذى قام بمحاصرة سبارتاكوس فى معسكره فى جبل فيزوف ، لكن القائد الذكى فكر فى مخرج من هذا الحصار ، وقام بإستعمال أغصان الشجر والحبال للنزول من الجبل ومُحاربة القوة الرومانية وهزيمتها ، فأرسلت الإمبراطورية الرومانية جيش آخر وتم هزيمته للمرة الثانية وتم أسر القائد والجنود وقتلهم جميعاً بعد أخذ كل ما معهم من سلاح . بسبب هذه النجاحات توافد إلى قوات سبارتاكوس الكثير من العبيد والرعاة فى المنطقة حيث وصل عدد رجاله 70000 ألف .
بين عام (72-73) ق .م، قاموا بتدريب وتسليح المُجندين الجدد مع الإستيلاء على بعض البلدات ،عام 72 أرسلت روما قوات جديدة تحت قيادة (لوسيوس جيليوس بوبليكا) و(غنايوس كورنيليوس) و(لينتولوس كلوديانوس) ، فى البداية تمكنت القوات الرومانية من هزيمة قوات المُتمردين بقيادة (كريكسوس) ، لكن بعدها انتصر عليها سبارتاكوس . كلف مجلس الشيوخ (ماركوس لوسينيوس كراسوس) ، هو من أغنى رجال روما ، وتطوع لإنهاء التمرد ، ضم جيشه حوالى 40 ألف جندى رومانى مُدربين . أوائل عام 71 ق. م نشر كراسوس ستة فرق على حدود المنطقة التى انسحب إليها سبارتاكوس وأتباعه فى جنوب إيطاليا . حققت قوات كراسوس بعض الانتصارات على قوات سبارتاكوس ، مما اضطره إلى الإنسحاب لأقصى الجنوب إلى منطقة ريجيوم . عقد سبارتاكوس صفقة مع القراصنة لنقل رجاله إلى صقلية ، لكنه تعرض للخيانة من قبل القراصنة الذين أخذوا المال وتخلوا عنه . حاول المتمردين بناء السفن للعبور إلى صقلية لكنهم لم ينجحوا .

حلبة المصارعة
تراجعت قوات سبارتاكوس نحو (ريجيوم) ، وتمكن كراسوس من فرض الحصار عليهم وقطع الإمدادات عنهم ، حاول سبارتاكوس التوصل لإتفاق مع كراسوس الذى رفض ذلك ، أدى ذلك لفرار بعض من قوات سبارتاكوس نحو الجبال ، حيث قامت بعض فرق الجيش الرومانى باللحاق بهم والقبض عليهم .حصل كراسوس على المعونة من القائد (بومبى) ، واستطاعوا الاثنين هزيمة ومقتل سبارتاكوس فى معركته الأخيرة فى إقليم سينتركيا الحالى ، وتم صلب حوالى ستة ألاف من المتمردين الذين نجوا من المعركة ، حيث تم وضعهم على الطريق بين روما وكابوا .
سبارتاكوس فى الأدب والدراما
الروائى الأمريكى (هوارد فاست) من أبرز الكُتاب الذين صاغوا قصة سبارتاكوس فى روايته بعنوان (سبارتاكوس ثورة العبيد) ، أصبحت قصة سبارتاكوس قصة تاريخية يعود لها الكثير من المؤلفين فى مجال الأدب والفن ليستلهموا منها الأفكار وينسجوا القصص والروايات . فى السينما والتلفزيون أعمال عديدة جسدت شخصية سبارتاكوس ، عام 1960 م فيلم (سبارتاكوس) بطولة (كيرك دوغلاس) وإخراج (ستانلى كوبريك)، كذلك عام 1964م فيلم (سبارتاكوس والمُصارعون) ، إنتاج إيطالى وفرنسى وإسبانى ، ومن إخراج (نيك نوسترو) ، كما تم عمل باليه من تأليف (آرام خاشاتوريا) عام 1954م . كما عُرضت قصة سبارتاكوس فى مسلسل من بطولة (أندى ويتفيلد) فى عدة مواسم .

كتب الشاعر (أمل دنقل) قصيدة اسمها (كلمات سبارتاكوس الأخيرة) ومنها :
المجد للشيطان .. معبود الرياح
من قال(لا) فى وجه من قالوا (نعم)
من علم الإنسان تمزيق العدم
من قال(لا) .. فلم يمت
وظل روحاً أبدية الألم
…
مُعلق أنا على مشانق الصباح
وجبهتى _ بالموت_ محنيّة
لأننى لم أحنها .. حيّة
أصبح سبارتاكوس ورفاقه رمز للرفض ومقاومة الظلم والاستبداد والنضال ضد الطبقية على مر العصور ، حيث ترك أثراً جلياً فى الفن والأدب العالمى ، وأصبح أسطورة يتغنى بها الجميع ، ويُضرب بها المثل فى الشجاعة والقوة من أجل الحصول على الحرية والكرامة الإنسانية ، تحول سبارتاكوس فى الثقافات الشعبية إلى رمز للثورة من أجل العدل والمساواة ، واتخذته بعض الجماعات الشيوعية رمزاً لها فى العصر الحديث ، بعض المؤرخين الكلاسيكيين يقولون أن تمرد سبارتاكوس لم يكن هدفه إصلاح المُجتمع الرومانى أو إلغاء العبودية ، لكن فى جميع الأحوال يبقى ذكر (سبارتاكوس) وما قام به هو ورفاقه بمثابة التمرد والثورة على نظام العبودية و على المُجتمع الطبقى فى هذه الفترة ونجاحه فى كثير من الحروب ضد الرومان ، مما يجعله أيقونة للحرية والشجاعة .
المراجع
- كتاب سبارتاكوس ثورة العبيد تأليف (هوارد فاست)
- مقالات من شبكة المعلومات الدولية
نُرشح لك للقراءة : الإسكندر الأكبر ابن الآلهة
Very interesting post. I never knew the full details of this story. Thanks for sharing
إعجابLiked by 4 people
It is a very interesting story that tells about the slave revolution led by Spartacus, thank you for your interest and your nice comment
إعجابLiked by 5 people
You’re welcome! Reminded me of the movie Gladiator.
إعجابLiked by 2 people
Yes, it’s like the Gladiator movie and the events are very close
إعجابLiked by 2 people
.
The later tv series was an excellent story
Art
إعجابLiked by 3 people
Yes, the TV series was very good at conveying the events of the story
إعجابLiked by 1 person
. Fascinating! I did not know any of the origin of Spartacus and how he rose to fame.
إعجابLiked by 2 people
Thank you for your nice comment, I hope you like all the topics posted on the blog
إعجابLiked by 1 person
MADAR Bonjour O
Mon petit passage du jour pour venir te dire bonjour, j y dépose ma petite image pleine de bonheur pour réchauffer ton cœur pour passer une agréable journée…
Amitié bise Bernard
إعجابLiked by 2 people
Merci pour la belle photo et vos gentils mots qui m’ont fait plaisir. J’espère que vous aimez ce que nous publions dans le blog
إعجابإعجاب
Spartacus was a real hero. You have written everything beautifully ! Loved to read it! Thanks for sharing💕🎉
إعجابLiked by 1 person
Yes, Spartacus was a hero, thanks for your concern and kind words
إعجابإعجاب
It’s my pleasure ☺stay blessed 🙏
إعجابLiked by 1 person
Thank you
إعجابإعجاب
Non capisco come mai non compaiono i miei commenti precedenti….
Su Spartacus anche io scrisse il 31 agosto del 2010 se ti interessa lo puoi trovare direttamente sul mio blog.
إعجابLiked by 1 person
Sì, mi interessa la storia di Spartacus e la cercherò nel tuo blog, grazie per l’interesse e i bei commenti
إعجابإعجاب
Good!
إعجابLiked by 1 person
في هذه الأيام هنا في إيطاليا ، هناك بعض سبارتاكوس الذين يحاولون النضال من أجل حرية الشعب الإيطالي وتحريرهم من حكومة مدمرة للغاية للشعب وللبلد نفسه. هؤلاء سبارتاكوس يخاطرون بحياتهم حتى يتمكنوا من استعادة الحرية للناس.
fi hadhih al’ayaam huna fi ‘iitalia , hunak baed
إعجابLiked by 2 people
Ma ora i tempi sono cambiati e non ci sono più schiavi come il passato per fare una rivoluzione guidata da Spartacus, sono contento per il tuo interesse e il tuo commento
إعجابLiked by 1 person
Every age has its heroes. I am thinking now of all the health care workers who have worked tirelessly in a dangerous environment fighting covid 19. Have a great week! Omar, thank you for this informative and inspiring post
إعجابLiked by 1 person
Yes, every era has its heroes, and doctors are the heroes in the face of Covid 19, thank you for your interest and nice comment
إعجابLiked by 1 person
Bonjour Mon AMI

Combien de fois entendons-nous ce refrain
Le soleil ne brille pas pour chacun
Pourtant, il brille pour chacun de nous
Avec des heures différentes de rendez-vous
Il ne peut pas, être partout à la fois
Il a donc bien souvent, à faire des choix
Si nos jours se ressemblaient tout l’temps
Les trouverions-nous toujours, aussi amusants
Le soleil est pour nous un bon compagnon
Nous devrions apprécier son intervention
Quand il nous envoie ses amis les nuages
Le ciel nous donne des jours gris avec la pluie
Du soleil, on devrait tous s’en faire un ami
Le comprendre comme avec un ami, un frère un proche ect….
Belle journée belle semaine
Que le soleil t’accompagne
Amitié
إعجابLiked by 1 person
Merci mon ami pour ton attention et tes gentils mots, passe une bonne journée et bonne semaine et soleil à tous
إعجابLiked by 1 person