الإنسان يمر بعدة مراحل خلال حياته الطويلة، هذه المراحل تكون مراحل جسدية ونفسية مختلفة ، تبدأ مراحل الإنسان بالطفولة ثم مرحلة المُراهقة وبعدها مرحلة الشباب ثم مرحلة الكُهولة (منتصف العمر) وأخيراً مرحلة الشيخوخة ومرحلة الهِرم ، ولكل مرحلة من هذه المراحل طبيعة جسدية ونفسية تختلف من شخص لآخر ، وتحتاج من الإنسان إلى الفهم والتعامل معها بشكل مختلف . تُعتبر مرحلة منتصف العمر لها نفس أهمية وخطورة مرحلة المُراهقة ، بل يمكن أن نُطلق عليها مرحلة مُراهقة متأخرة ، لأنها مرحلة انتقالية طبيعية يمر بها أغلب الأشخاص ، الرجال والنساء على السواء ، وترتبط بعدد من التغيرات البيولوجية والهرمونية .
تُشير الدراسات إلى أن أغلبية الأفراد يؤمنون بوجود أزمة منتصف العمر ، وحوالى 50% ممن هم فوق الخمسين يشكون من بعض المعاناة خلال هذه المرحلة السنية ، ويُصاحب هذه المرحلة تغير هرمونى ، هو من أبرز الأعراض التى يتعرض لها الجنسان ، لكنه يتفاوت من شخص لآخر ، كذلك المتزوجين وغير المتزوجين يتعرضون للإصابة بهذه الحالة .
تعريف أزمة منتصف العمر
المُحلل النفسى (أليوت جاك) أول من وضع ما يُسمى بأزمة منتصف العمر وذلك فى عام 1965م ، وأوضح أنها تُبين إدراك الشخص القوى بأن الموت يقترب ، فى حين أن الشخص يكون قد وصل إلى ذروة الحياة ، ويتمثل الإنجاز الحقيقى فى هذه المرحلة فى تجاوز المثاليات الشبابية للوصول إلى ما يُسمى التشاؤم التأملى والاستسلام البناء . تُعتبر أزمة منتصف العمر مرحلة مُحاسبة ذاتية يُراجع فيها الإنسان حساباته ، حيث يبدأ بالتفكير فيما فاته ، ويبدأ بالتساؤل ، هل اختار العمل الصحيح ؟ والحياة الصحيحة؟ ، كما يشعر أنه يعيش فى طاحونة الحياة التى تجعله يبدو غارقاً فى العمل دون لحظة توقف للمُراجعة أو التفكير بخياراته .
نواة أزمة منتصف العمر تأتى من عدم الإحساس بالذات وشعور الشخص بعدم النجاح والاختيارات الخاطئة ويُصاحبها فراغ داخلى عنيف وحالة من التشتت ، وكذلك هى فترة من الاضطراب العاطفى تُصيب الإنسان فى منتصف حياته ، وتتميز برغبة قوية فى التغيير ، وهى مرحلة انتقالية تجعل الإنسان يُقيم إنجازاته فى الحياة ، وتجعله يتخذ بعض القرارات فيما يخص حياته القادمة .
أسباب أزمة منتصف العمر
تختلف الأسباب عند النساء عن الرجال ، وتأتى عند النساء بسبب :
- التشوه المعرفى فتكون فى حالة لا تعرف لها تفسير .
- تكون أزمة منتصف العمر شكل تدريجى يأخذها إلى الشعور بالملل والضغط .
- الشعور بفقد القدرة على عمل وتأدية الواجبات .
- إحساس داخلى إنها فاقدة للجمال .
- طرح أسئلة ذاتية ، هل اختياراتى كانت صحيحة؟هل حياتى كانت جيدة أم كلها كانت خاطئة؟
- التذكر الدائم للتجارب السيئة التى مرت بها .
أما عند الرجال فتأتى بسبب :
- شدة اللوم والتأنيب لذاته .
- الشعور بالاختيار الخاطىء فى كل خطوات الحياة .
- الشعور بأنه يوجد الكثير من الأشياء التى يجب أن يفعلها .
- الشعور أن نهاية حياته قد أقتربت وأن حياته غير جيدة اجتماعياً .

أزمة منتصف العمر
أعراض أزمة منتصف العمر
- القلق .
- تغييرات مفاجئة فى التفكير .
- تغيرات فى السلوك .
- الذكريات المُزمنة والتفكير فى الماضى .
- الاكتئاب أو التغيرات المزاجية .
- تغييرات جذرية فى المظهر .
- التردد المُفرط .
- الشعور بالغضب والملل والفراغ .
- اللاعقلانية المالية والإنفاق المُفرط .
- توهم المرض والمخاوف الصحية المُبالغ فيها .
- اضطراب نمط النوم .
- زيادة الوزن أو فقدانه .
- الانسحاب من الروتين العادى .
علاج أزمة منتصف العمر
يبدأ العلاج فى إعطاء إشارة إفاقة لإصلاح الخلل والعنف الذى يحدث فى الجسم والمخ فى هذه المرحلة التى يحدث فيها تغيرات للإنسان يجب أن يكون مُستعداً لها ويتخذ العلاج الخطوات التالية :
- يبدأ العلاج بإدراك رسالة الشخص فى الدنيا .
- تَقبل الذات من جديد .
- الملاحظة على الأشياء الواجب إصلاحها .
- حدوث تغيير بسيط فيما يتم فعله على مستوى الحياة .
- الشخصيات الناقدة لنفسها يجب أن تقل فى الإنتقاد .
- عدم رفض النتيجة دون فعل شىء لحلها.
- البدء فى تعلم أشياء جديدة .
- اكتساب مهارات مثل القراءة التى تشغل البال عن الكثير من الأشياء الخاطئة .
- ادراك أهمية الذات ووجود بصمة فى الحياة .
- عدم تأثير الرؤية التشاؤمية على الحياة .
- التحدث مع الأهل والأصدقاء .
- عدم الحرج فى طلب الدعم والمُساعدة النفسية وقت اللزوم .
- تَقبل المشاعر والتغييرات المرافقة لهذه المرحلة العمرية .
- الاهتمام بالنفس وممارسة التأمل والرياضة بشكل دورى .
- تعزيز مشاعر الامتنان لكل حدث وشخص فى الحياة .
- تجربة شىء جديد وتغيير فى نمط وروتين الحياة المُعتاد .
- بناء أهداف جديدة نحو المستقبل .
- توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية الداعمة لك فى اهتماماتك .
- مُراجعة إنجازاتك السابقة ومحاولة تذكرها وتدوينها جميعاً مهما كانت بسيطة .
- لا تأخذ أى قرار مفاجىء خاصة إذا كان سيسبب تغييرات جذرية فى حياتك وعلاقاتك

أزمة منتصف العمر والزواج
مرحلة منتصف العمر تُصيب من تتراوح أعمارهم بين 40 و 50 عاماً حيث يخضع فيها الشخص لتغييرات كبيرة ، تخضع النساء للعديد من التغييرات الجسدية مع اقترابهن من سن اليأس ، ويتقاعد العديد من الأشخاص من وظائفهم ، ويكون الوقت الذى ينظر فيه الناس إلى الوراء للرغبات التى لم تتحقق والمسؤوليات التى تم الوفاء بها وما تبقى لهم فى الحياة المُقبلة ، يمكن أن يكون لهذه الأفكار والمشاعر تأثير كبير على صحتهم العقلية وبلوغ ذروته فيما يُسمى بأزمة منتصف العمر . والأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بها هم أولئك الذين مروا بمراحل صعبة فى بداية حياتهم المهنية أو الزوجية ، كما يلعب نوع الشخصية دوراً مهماً فى ذلك ، فأولئك الذين يُعانون من أنواع الشخصيات النرجسية والقلق والوسواس القهرى هم أكثر عُرضة للخضوع لأزمة منتصف العمر .
خلال هذه المرحلة من الحياة يخضع الشخص لتغيرات جسدية وعقلية كبيرة ، يمكن إدارتها من خلال تطوير نمط حياة صحى يتضمن طعام مُغذى ونشاط بدنى كافى حيث يساعد فى إدارة الوزن والتجاعيد وتساقط الشعر والقضايا المتعلقة بالذاكرة . لذلك إذا كنت تشعر أنك غير قادر على التعامل مع صحتك الجسدية والعقلية فعليك بمُراجعة الطبيب ، لا تتجاهل مشاعرك بإعتبارها شىء طبيعى للشيخوخة ، ونظراً لأننا الآن أكثر عُزلة من الماضى ، فالجميع بحاجة إلى التحقق من صحته الجسدية والعقلية وإتخاذ الخطوات المُناسبة وفقاً لذلك .
نُرشح لك للقراءة : السمات الكبرى للشخصية
المراجع
- مقالات وبيانات من شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)