نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية، علم نفس

أزمة منتصف العمر

الإنسان يمر بعدة مراحل خلال حياته الطويلة، هذه المراحل تكون مراحل جسدية ونفسية مختلفة ، تبدأ مراحل الإنسان بالطفولة ثم مرحلة المُراهقة وبعدها مرحلة الشباب ثم مرحلة الكُهولة (منتصف العمر) وأخيراً مرحلة الشيخوخة ومرحلة الهِرم ، ولكل مرحلة من هذه المراحل طبيعة جسدية ونفسية تختلف من شخص لآخر ، وتحتاج من الإنسان إلى الفهم والتعامل معها بشكل مختلف . تُعتبر مرحلة منتصف العمر لها نفس أهمية وخطورة مرحلة المُراهقة ، بل يمكن أن نُطلق عليها مرحلة مُراهقة متأخرة ، لأنها مرحلة انتقالية طبيعية يمر بها أغلب الأشخاص ، الرجال والنساء على السواء ، وترتبط بعدد من التغيرات البيولوجية والهرمونية .

تُشير الدراسات إلى أن أغلبية الأفراد يؤمنون بوجود أزمة منتصف العمر ، وحوالى 50% ممن هم فوق الخمسين يشكون من بعض المعاناة خلال هذه المرحلة السنية ، ويُصاحب هذه المرحلة تغير هرمونى ، هو من أبرز الأعراض التى يتعرض لها الجنسان ، لكنه يتفاوت من شخص لآخر ، كذلك المتزوجين وغير المتزوجين يتعرضون للإصابة بهذه الحالة .

تعريف أزمة منتصف العمر

المُحلل النفسى (أليوت جاك) أول من وضع ما يُسمى بأزمة منتصف العمر وذلك فى عام 1965م ، وأوضح أنها تُبين إدراك الشخص القوى بأن الموت يقترب ، فى حين أن الشخص يكون قد وصل إلى ذروة الحياة ، ويتمثل الإنجاز الحقيقى فى هذه المرحلة فى تجاوز المثاليات الشبابية للوصول إلى ما يُسمى التشاؤم التأملى والاستسلام البناء . تُعتبر أزمة منتصف العمر مرحلة مُحاسبة ذاتية يُراجع فيها الإنسان حساباته ، حيث يبدأ بالتفكير فيما فاته ، ويبدأ بالتساؤل ، هل اختار العمل الصحيح ؟ والحياة الصحيحة؟ ، كما يشعر أنه يعيش فى طاحونة الحياة التى تجعله يبدو غارقاً فى العمل دون لحظة توقف للمُراجعة أو التفكير بخياراته .

نواة أزمة منتصف العمر تأتى من عدم الإحساس بالذات وشعور الشخص بعدم النجاح والاختيارات الخاطئة ويُصاحبها فراغ داخلى عنيف وحالة من التشتت ، وكذلك هى فترة من الاضطراب العاطفى تُصيب الإنسان فى منتصف حياته ، وتتميز برغبة قوية فى التغيير ، وهى مرحلة انتقالية تجعل الإنسان يُقيم إنجازاته فى الحياة ، وتجعله يتخذ بعض القرارات فيما يخص حياته القادمة .

أسباب أزمة منتصف العمر

تختلف الأسباب عند النساء عن الرجال ، وتأتى عند النساء بسبب :

  • التشوه المعرفى فتكون فى حالة لا تعرف لها تفسير .
  • تكون أزمة منتصف العمر شكل تدريجى يأخذها إلى الشعور بالملل والضغط .
  • الشعور بفقد القدرة على عمل وتأدية الواجبات .
  • إحساس داخلى إنها فاقدة للجمال .
  • طرح أسئلة ذاتية ، هل اختياراتى كانت صحيحة؟هل حياتى كانت جيدة أم كلها كانت خاطئة؟
  • التذكر الدائم للتجارب السيئة التى مرت بها .

أما عند الرجال فتأتى بسبب :

  • شدة اللوم والتأنيب لذاته .
  • الشعور بالاختيار الخاطىء فى كل خطوات الحياة .
  • الشعور بأنه يوجد الكثير من الأشياء التى يجب أن يفعلها .
  • الشعور أن نهاية حياته قد أقتربت وأن حياته غير جيدة اجتماعياً .

أزمة منتصف العمر

أعراض أزمة منتصف العمر

  • القلق .
  • تغييرات مفاجئة فى التفكير .
  • تغيرات فى السلوك .
  • الذكريات المُزمنة والتفكير فى الماضى .
  • الاكتئاب أو التغيرات المزاجية .
  • تغييرات جذرية فى المظهر .
  • التردد المُفرط .
  • الشعور بالغضب والملل والفراغ .
  • اللاعقلانية المالية والإنفاق المُفرط .
  • توهم المرض والمخاوف الصحية المُبالغ فيها .
  • اضطراب نمط النوم .
  • زيادة الوزن أو فقدانه .
  • الانسحاب من الروتين العادى .

علاج أزمة منتصف العمر

يبدأ العلاج فى إعطاء إشارة إفاقة لإصلاح الخلل والعنف الذى يحدث فى الجسم والمخ فى هذه المرحلة التى يحدث فيها تغيرات للإنسان يجب أن يكون مُستعداً لها ويتخذ العلاج الخطوات التالية :

  • يبدأ العلاج بإدراك رسالة الشخص فى الدنيا .
  • تَقبل الذات من جديد .
  • الملاحظة على الأشياء الواجب إصلاحها .
  • حدوث تغيير بسيط فيما يتم فعله على مستوى الحياة .
  • الشخصيات الناقدة لنفسها يجب أن تقل فى الإنتقاد .
  • عدم رفض النتيجة دون فعل شىء لحلها.
  • البدء فى تعلم أشياء جديدة .
  • اكتساب مهارات مثل القراءة التى تشغل البال عن الكثير من الأشياء الخاطئة .
  • ادراك أهمية الذات ووجود بصمة فى الحياة .
  • عدم تأثير الرؤية التشاؤمية على الحياة .
  • التحدث مع الأهل والأصدقاء .
  • عدم الحرج فى طلب الدعم والمُساعدة النفسية وقت اللزوم .
  • تَقبل المشاعر والتغييرات المرافقة لهذه المرحلة العمرية .
  • الاهتمام بالنفس وممارسة التأمل والرياضة بشكل دورى .
  • تعزيز مشاعر الامتنان لكل حدث وشخص فى الحياة .
  • تجربة شىء جديد وتغيير فى نمط وروتين الحياة المُعتاد .
  • بناء أهداف جديدة نحو المستقبل .
  • توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية الداعمة لك فى اهتماماتك .
  • مُراجعة إنجازاتك السابقة ومحاولة تذكرها وتدوينها جميعاً مهما كانت بسيطة .
  • لا تأخذ أى قرار مفاجىء خاصة إذا كان سيسبب تغييرات جذرية فى حياتك وعلاقاتك

أزمة منتصف العمر والزواج

مرحلة منتصف العمر تُصيب من تتراوح أعمارهم بين 40 و 50 عاماً حيث يخضع فيها الشخص لتغييرات كبيرة ، تخضع النساء للعديد من التغييرات الجسدية مع اقترابهن من سن اليأس ، ويتقاعد العديد من الأشخاص من وظائفهم ، ويكون الوقت الذى ينظر فيه الناس إلى الوراء للرغبات التى لم تتحقق والمسؤوليات التى تم الوفاء بها وما تبقى لهم فى الحياة المُقبلة ، يمكن أن يكون لهذه الأفكار والمشاعر تأثير كبير على صحتهم العقلية وبلوغ ذروته فيما يُسمى بأزمة منتصف العمر . والأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بها هم أولئك الذين مروا بمراحل صعبة فى بداية حياتهم المهنية أو الزوجية ، كما يلعب نوع الشخصية دوراً مهماً فى ذلك ، فأولئك الذين يُعانون من أنواع الشخصيات النرجسية والقلق والوسواس القهرى هم أكثر عُرضة للخضوع لأزمة منتصف العمر .

خلال هذه المرحلة من الحياة يخضع الشخص لتغيرات جسدية وعقلية كبيرة ، يمكن إدارتها من خلال تطوير نمط حياة صحى يتضمن طعام مُغذى ونشاط بدنى كافى حيث يساعد فى إدارة الوزن والتجاعيد وتساقط الشعر والقضايا المتعلقة بالذاكرة . لذلك إذا كنت تشعر أنك غير قادر على التعامل مع صحتك الجسدية والعقلية فعليك بمُراجعة الطبيب ، لا تتجاهل مشاعرك بإعتبارها شىء طبيعى للشيخوخة ، ونظراً لأننا الآن أكثر عُزلة من الماضى ، فالجميع بحاجة إلى التحقق من صحته الجسدية والعقلية وإتخاذ الخطوات المُناسبة وفقاً لذلك .

نُرشح لك للقراءة : السمات الكبرى للشخصية

المراجع

  • مقالات وبيانات من شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)

نشرت تحت تصنيف فكر، قضايا إجتماعية، علم نفس

العلم والأخلاق

العلم هو الطريق للمستقبل ، وهو الضامن لتقدم البشرية فى شتى مناحى الحياة ، العلم هو الأفكار المادية التى تعتمد على بعض العوامل والمواد الملموسة ، وتقوم على نظريات تجريبية محسوبة داخل المُختبرات والمعامل العلمية ، العلم هو المعرفة الإنسانية لجميع قواعد الحياة وتفاصيلها المعرفية الدقيقة ، العلم هو من أهم الأسس التى تُبنى عليها الحياة المثالية الصحيحة للإنسان . والعلم من أهم ركائز المجتمعات وعناصر نهضة الأمم والشعوب لأنه يبنى الأفراد والمجتمعات ويسهل لهم أمور الحياة لتصبح أكثر رفاهية مع التطورات العلمية الحديثة فى كل مجالات الحياة . كما أن العلم هو نشاط منهجى منضبط يسعى إلى إنتاج المعرفة الموضوعية دون أن يعبأ بما إذا كانت سوف تحقق سروراً أو أمتعاضاً لدى الناس ، لذلك يجب أن يرتبط العلم بالأخلاق لتقديم ما ينفع البشرية ويتسق مع الأخلاق الحميدة للبشر .

الأخلاق هى أساس لجميع التعاملات البشرية ، هى ما يميز الإنسان ويسمو به عن بقية المخلوقات على الأرض ، والأخلاق عبارة عن أفكار معنوية وفلسفية بحتة ، ترتبط بالناس وتغيراتهم ، وتتغير مفاهيمها عبر المجتمعات والأزمنة المختلفة ، الأخلاق تقوم بالتمييز بين الصواب والخطأ فى أفعال الإنسان ، كما تقوم بالتمييز بين المجتمعات بناءاً على التصرفات الجماعية لإبناء المجتمع الواحد وعن إختلافهم عن المجتمعات الأخرى فى القواعد الأخلاقية السائدة فى كل مجتمع . عرفت المجتمعات أنواع كثيرة من الرُقى الأخلاقى عبر العصور مثل نهاية العبودية وتحرير المرأة والتحرر من الاستعمار ، تخلصت منهم البشرية بعد معاناة . الأخلاق لا تعنى أن تتصرف التصرُّف الحسن فقط ، بل أن تحدَّث النفس وتضمر ما هو حسن أيضاً، فكل تصرُّف أو حديث نفسى أو علنى سىء ، هو لا أخلاقى ودليل على سوء الأخلاق . الأخلاق تُكتسب وتُنتقى ونعمل على ترسيخها والتطبُّع بها بفعل التربية والنشأة السليمة ، والتربية هى العناية والحرص الشديد على الأمر أو الشىء حتى لا نفقده ، وجعل الأخلاق دليلاً فى أنفسنا وقوام شخصياتنا .

ارتباط العلم والأخلاق

يظن البعض أن العلم والأخلاق مفهومين منفصلين لا تجمعهم علاقة واحدة أو هدف واحد ، لكن فى الحقيقة العلم والأخلاق مرتبطان ببعضهما البعض ، فالعلم دون أخلاق هو مفتاح لكل المخاطر ، والأخلاق بدون علم هى جهل لن يُمكن صاحبه من اكتساب معايير صحيحة لأحكامه الأخلاقية . العلم المقرون بالخلق الحسن هو أساس نمو المجتمع وازدهاره ، وتطور الفرد وتميزه ، فإذا أقترن العلم بالخلق كان صاحب المهنة ناجحاً فى عمله ، صادقاً فى تعامله ، متميزاً فى مجاله ، مؤدياً واجبه على أفضل وجه ، وقد حث ديننا العظيم على حسن الخلق ، فصاحب الخلق الطيب يبلغ أرفع المنازل ، قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) : ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، فالأخلاق والعلم وحدهما يجعلان الإنسان ذا مكانة عالية ومرموقة مما يؤثر على المجتمع وتحسن سلوكه ، فصلاح الفرد من صلاح المجتمع . لذلك يرتبط العلم بالأخلاق ارتباطاً وثيقاً ، فالعلم النافع لا يقوم إلا بأخلاق حميدة ، ولا ينتشر إلا بصفاتها النبيلة ، فالتلميذ يتعلم من معلمه الخلق قبل العلم ، ليكتمل فى تكوينه الأدب ويترسخ فى عقله العلم حين يراه قولا وفعلاً ، والأخلاق هى فطرة الإنسان السليمة التى لا تتغير بإنقضاء وقت أو بتغير مكان ، قال أمير الشعراء أحمد شوقى : ( وإذا أُصيب القوم فى أخلاقهم … فأقم عليهم مأتماً وعويلاً ) ، أهمية الأخلاق والعلم تكمن بأنه ينتشر الخير بالأخلاق ويندثر الجهل بالعلم فيسود الرّقى المجتمعات وتسير الأمم فى ركب التقدم على هدى ونور .

قواعد العلم

العلم بدون أخلاق

فى العصر الحديث وصل العلم لمجموعة من التجارب الخطيرة ، وحدث تقدم رهيب فى مجال الأبحاث النووية وصناعة القنبلة الذرية ، وإن لم توجد قواعد أخلاقية تحدد طرق التعامل مع هذه التجارب وحصر إستخدامها فيما ينفع البشرية ، فإن العلم هنا سيتحول إلى قنبلة تُدمر البشرية وتقضى على تطورها للعديد من الأجيال . أننا نحتاج إلى بذل جهد كبير لإدراك كمية الشرور التى ألمت بالبشرية بسبب التقدم العلمى ، كما يرى العلماء أن العلم ليس هو سبب الشر ، فنحن لا نستطيع أن نلوم (مارى كورى) لأنها اكتشفت الخاصية الإشعاعية للراديوم، ولكن اللوم فى الحقيقة على السياسة التى أستغلت هذه المعرفة فى حسم الصراعات الدولية وفرض السيطرة على الآخرين ، وكذلك لجأ الأطباء إلى التجريب والملاحظة على الحيوانات ولكن ذلك لا يُغنى عن تجريب الدواء على الإنسان ، وإنطلاقاً من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بدأ التجريب على بعض البشر دون علمهم ، وكان ذلك يتم على أفراد من فئات بعينها مثل المُحتضرين والمجانين والسُجناء والشعوب الفقيرة ، وكل ذلك يبين ما يمكن أن يصل له العلم بدون ضابط أخلاقى يحد من تأثيره الضار على الإنسانية كلها .

الأخلاق بدون علم

الأخلاق بدون علم تجعل عقل الإنسان مفتوحاً لاكتساب أى فكرة خطرة تلبس ثوب الأخلاق ، ومثال على ذلك التطرف الذى يسود المُجتمعات ، فكل المتطرفين لديهم إدعاء أن كل الأعمال التى يقومون بها تقوم على دعائم أخلاقية وتحارب الفساد الأخلاقى والدينى ، بينما هى فى حقيقتها أفكار مُتطرفة عن الأخلاق سادت لعدم وجود علم بالحياة والدين وبطبيعة البشر . البحث العلمى مهنة تحتاج فى ممارستها إلى ضوابط أخلاقية مثل أى مهنة أخرى ، فمع تقدم البيولوجيا والهندسة الوراثية والشعور بأن الإنسان يمكن أن يكون موضوعاً للتلاعب ، انطلقت مُطالبات بضرورة فرض رقابة أخلاقية على البحث العلمى فى هذه المجالات ، كما يرى آخرون أن الرقابة الأخلاقية التى تأتى من خارج العلم تُشبه الرقابة التى كان يُمارسها رجال الدين على العلم فى العصور الوسطى ، وبالتالى البحث العلمى فى خطر ، لكن حقيقة الأمر أن العلم ليس غريباً عن الأخلاق ولكن الأخلاق تنبع من داخله وليست مفروضة عليه من الخارج ، فالعلماء ينطلقون أساساً من قيم أخلاقية ولا سبيل لتصور العلم دونها ، من هذه القيم ، معرفة الحقيقة الموضوعية ، والتضحية بالاستمتاع والراحة من أجل المعرفة وكذلك الإيثار أى حب الخير للآخرين .

أهمية العلم والأخلاق فى المجتمع

  • الإنسان الذى يتحلى بالعلم والأخلاق يكون صاحب شخصية قوية ويحصل على ثقة الآخرين بسرعة .
  • العلم والأخلاق من الصفات التى تساعد الفرد على أن يكون إيجابى وسط الآخرين ، يساعدهم ويشجعهم للسعى إلى النجاح .
  • العلم والأخلاق من أهم عوامل رفعة المجتمع وسيادته .
  • الإنسان صاحب الأخلاق الكريمة يكون متفوقاً فى عمله وفى الخدمة التى يقدمها للمجتمع ، فهو يتقن عمله ويحاول أن يقدمه على أكمل وجه .
  • العلم والأخلاق من أهم عوامل زيادة التنافس الشريف فى المجتمع ، لأن الأشخاص تميل إلى تقليد الأشخاص الناجحة وتحاول أن تتبع خطاهم وتصرفاتهم ، وهذا يزيد سيادة الأخلاق الحميدة فى المجتمع .
  • انهيار قيم العلم والأخلاق تؤدى إلى انهيار المجتمع بأكمله ، لأن الجهل والفساد لهما أكبر تأثير على تدمير سلوكيات الأفراد نحو أنفسهم ونحو مجتمعاتهم ، لذلك كلما ارتفعت قيم العلم والأخلاق فى المجتمع كلما زاد رقيه وتقدمه .

عالمة فى معمل

العلم هو أساس تنمية المجتمعات وإحيائها، كما أنه فرض على جميع أفراد المجتمع وضرورى فى عصرنا الحالى ، يُعتبر العلم هو القائد والمتحكم فى مختلف أمور الحياة ، كما تُساعد العلوم الناس على حل المُشكلات وابتكار أساليب جديدة للتعامل مع مواردهم، كما أن الأخلاق تُحافظ على وحدة المجتمع والتفاعل بين جميع الأفراد وبالتوازى مع العلم فهى تُشكل الركيزة الأساسية لنهضة المجتمع والفرد فى نفس الوقت ، لذلك يجب على جميع الأفراد فى المجتمع المحافظة على الموازنة بين الأخلاق والعلم مما يُحقق الأمان المجتمعى داخل المجتمع . كما أن الدول المتقدمة لديها دائماً مفهوم علمى مُتعلق بالأخلاق ، ولديهم مادة يتم تدريسها فى المناهج بالإضافة إلى المواد الأخرى مثال على ذلك دولة اليابان ، وهى دولة تُعتبر من أكثر الدول تقدماً ، كما تسعى إلى زرع الأخلاق الحسنة فى قلوب الأطفال فى سن الطفولة ، مما يمكنها من أن تبنى جيلاً قوياً من الشباب الواعى القادر على التنمية والإصلاح والإبداع والابتكار لصالح المجتمع .

المراجع

  • مقالات وبيانات من شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)

نُرشح لك للقراءة :الجهل والعداء

نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية، علم نفس

الصديق وقت الضيق

الإنسان إجتماعى بطبعه ولذلك يلجأ لتكوين العلاقات الإجتماعية مثل الزواج والصداقة والعيش مع العائلة وفى المجتمع الإنسانى ليُشبع حاجته الإجتماعية . الصداقة هى من أجمل المعانى ومن أسمى العلاقات الإنسانية فى حياة جميع البشر ، فالصداقة لا تربط فقط بين الأصحاب لكنها توجد بين الأب وابنه والأم وأولادها ، وكذلك توجد بين الأخوة ويمكن أن توجد أيضاً بين المتزوجين . الصداقة من أهم العلاقات الجالبة للسعادة والتوازن النفسى للإنسان خاصة فى سن الشباب لأن جماعة الأصدقاء تكون صاحبة التأثير الأكبر فى تشكيل السلوكيات والاتجاهات المختلفة للأصدقاء ، محظوظ من يجد الصديق المناسب فى الوقت المناسب .

الصداقة هى كنز لا يُقدر بثمن والصديق الوفى أصبح عملة نادرة فى الوقت الحالى ، ولذلك إذا وجدت صديق حقيقى مُخلص فلا تُفرط به أبداً ، ويجب أن تختار الصديق الصالح ليرفع من قدرك ويعينك على سُبل الخير والمنفعة . مقولة (الصديق وقت الضيق) تعنى أن الصديق الحق هو الذى يظهر عند الشدائد وفى وقت الضيق ، فربما تظن أن صديقك وفياً لك وسوف تجده دائماً بجوارك ، لكن عندما تقع الشدة والضيق لا تجده بجانبك بل قد يتخلى عنك تماماً ويُصبح صديق خائن للعشرة بينكم ولا يمكن اعتباره صديق ولا يستحق لقب الصداقة ، فالصديق الحقيقى هو السند والعون تجده فى الشدة والمصائب قبل الرخاء وفى الأزمات قبل الفرج والفرح .

أنواع الأصدقاء

هناك أنواع كثيرة من الأصدقاء تختلف بإختلاف صفاتهم وأفكارهم ويكون لكل نوع دور مؤثر فى حياة أصدقائه وعائلته طبقاً لأختلاف المزايا والعيوب لكل نوع من أنواع الأصدقاء ، نذكر بعضاً منهم فيما يلى :

  • الحنون الذى يجيد الإنصات : هو الذى يجيد الاستماع لمشاكلك دون ملل ويمكنه مواساتك فى الأوقات العصيبة ، لذلك هو يمنحك الطاقة الإيجابية و القوة فى مواجهة صعوبات الحياة .
  • المُحب للخروج والتنزه : هو صديق يعرف أماكن الخروج الجيدة ويمكن أن يكون رفيق جيد فى السفر والترحال مع التفكير كثيراً فى خوض بعض المغامرات معه والمشاركة فى الأوقات الجميلة فى الحياة .
  • العاقل الرزين : هو ذلك الصديق الذى يمكنك استشارته فى اختيار تخصص دراسى مُعين أو قبول وظيفة ، وكذلك خوض العلاقات العاطفية الجديدة ، هو صديق قادر على رؤية الأبعاد المُختلفة للأمور ويعرفك جيداً ومُدرك لنقاط ضعفك وقوتك.
  • صاحب الشخصية القوية : هو صديق يُحفزك خلال فترة الدراسة على الاستذكار وتعلم لغات ومهارات جديدة أو ممارسة الرياضة ، هو دائماً يحفزك لعمل أشياء جديدة فى الحياة .
  • الإجتماعى : يساعدك هذا الصديق على معرفة أشخاص جُدد لأنه إجتماعى ويحب حضور المناسبات الإجتماعية المختلفة ، وينجح فى مد خطوط التواصل بينك وبين أنواع مختلفة من البشر ،هو مُفيد جداً خاصة لأصحاب الشخصية الانطوائية الذى يقضى مُعظم وقت فراغه فى البيت أمام التلفزيون .
  • صديق الطفولة : لا غنى عن هذا الصديق الذى يعرفك منذ أيام الحضانة والمدرسة الابتدائية أو جارك الذى يعرف تفاصيل حياتك منذ الطفولة ، عادة تكون الرابطة بينكم قوية حتى وإن فرقتكما الأيام ، ومهما طالت مدة الأنفصال، إلا أن مجرد رؤيته تعيد لك ذكريات متنوعة .
  • أصدقاء الدراسة وأصدقاء المصلحة : هم أصدقاء لا تقابلهم بشكل منتظم وتقتصر علاقتك بهم على طلب خدمات معينة مثل نصيحة بخصوص السفر أو إصلاح أدواتك .

أصدقاء الطفولة

دور الأصدقاء فى حياة بعضهم البعض :

  • من واجب الصديق عدم كشف أسرار صديقه إذا حدث خلاف بينهم أو بدون حدوث خلاف أيضاً .
  • يجب على الصديق أن يمد يد العون لأصدقائه فى الأزمات .
  • أفضل ما يمكن أن يقدمه الصديق لصديقه هو النصيحة بإخلاص له .
  • يجب على الصديق التشاور مع أصدقائه فى الأمور الهامة فى الحياة وطلب الرأى من صاحب الرأى .
  • الأصدقاء لهم واجب عليك وكذلك لهم حقوق منك .
  • الصداقة لا تعنى التطفل على حياة الأصدقاء والفضول الزائد عن الحد .
  • يجب أن لا نحزن أو نغضب حينما لا يريد الصديق البوح عن خصوصيات حياته وأسراره .
  • لكل إنسان طاقة مُحددة والصديق لا يستطيع أن يمنح كل شىء فلكل إنسان حياة خاصة ومسئوليات يقوم بها .
  • يجب أن نلتمس الأعذار للأصدقاء حينما لا يستطيعون التواجد بجوارنا فى بعض الأوقات العصيبة ونحن نعلم أنهم صالحين ولم يقصدوا تركنا فى الشدائد .
  • الصداقة يمكن أن تنشأ فى أى مرحلة من مراحل الحياة وتستمر حتى النهاية .

أداب الصداقة التى يجب مراعاتها :

1/ أن تكون الصداقة والأخوة فى الله عزَّ وجل .

2/ أن يكون الصديق ذا عقل راجح ، وحلم وعلم .

3/ أن يكون الصديق عدلاً وصادقاً ومخلصاً، بشوشاً ومرحاً .

4/ أن ينصح الصديق برفق ولين ومودة ولا يغلظ عليه بالقول .

5/ أن يكون الصديق وفياً مهما كانت الظروف .

6/ أن يسأل عن صديقه إذا غاب، ويتفقد أهله إذا سافر .

7/ أن ينشر محاسن صديقه ويذكر فضائله .

8/ أن يحب الخير لصديقه كما يُحب الخير لنفسه .

9/ أن يردّ غيبة صديقه فى المجالس .

10/ ألا يبخل عليه إذا احتاج المعونة .

11/ أن يقضى حوائجه ويسعى فى مصالحه .

12/ أن يشاركه فى أفراحه ، ويواسيه فى أحزانه .

13/ أن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه إلى الاعتذار .

14/ أن ينسى زلاته ويتجاوز عن هفواته .

15/ ألا يُفشى له سراً ولا يخلف له وعداً ، ولا يطيع فيه عدواً .

16/ أن يشجعه دائماً على التقدم والنجاح .

أقوال عن الصداقة :

  • تُضاعف الصداقة من سعادتك ، وتنقص من حزنك . (شيشرون)
  • قراءة أحزانك من وجهك هى طريق البدء لصداقة مثالية ودائمة . (ماركوس زيزك)
  • تبدو الحياة مروعة وبشعة دون صديقك المفضل . (سارة دينس)
  • نحن لا نخسر الأصدقاء، بل نتعلم من هو الصديق الحقيقى . (جيم غاريسون)
  • لا تُطلق مسمى الصداقة على كل عابر يمر بحياتك ، حتى لا تقول يوماً الأصدقاء يتغيرون . (جبران خليل جبران)
  • الصديق الحقيقى هو من يشعر بألمك عندما تخفيه . (وليم شكسبير)
  • صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الندامة . (ابن المقفع)
  • إذا كنت تملك الأصدقاء إذا أنت من الأغنياء . (بلوتوس)
  • الصديق، مسمى لشخص معك بكل الظروف وليس حسب الظروف . (محمود درويش)
  • المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل . (حديث شريف)

حضن الصداقة

كذلك نرى أن الصداقة لا تُقاس بالوقت فلا توجد قاعدة تنص على أن الصداقة هى التى تتعدى خمسة أعوام أو عشرة أعوام، لأن هناك أشخاص نعرفهم منذ الصغر لكنهم ليسوا أصدقاء لنا ولا تجمعهم الصداقة ، الصداقة هى نعمة يُنعم بها الله على البعض والبعض الآخر لا يحصل على هذه النعمة ، الصداقة هى الشعور بالأمن والأمان حين تجد أصدقائك بجوارك وقت الشدة دون ان تطلب ذلك ولا ينتظر مقابل لذلك .

الصداقة هى الإخلاص عندما تجد الصديق الذى تحكى له سرك وتأتمنه عليه وأنت مطمئن أنك تتحدث مع نفسك وأن أسرارك لن يعلمها غيركما، فالصداقة هى الوفاء الذى ينبع من داخل الصديق عندما يذكرك بأحلى الصفات ويُدافع عنك فى غيابك ويرد غيبتك ، فالصديق هو من يقف بجانب صديقه عندما يتركه الجميع فهو مثل الأخ الذى لم تُنجبه الأم .

المراجع

  • مقالات وبيانات من شبكة المعلومات الدولية

نُرشح لك للقراءة : بناء الإنسان

نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية، تكنولوجيا، علم نفس

تأثير وسائل التواصل الاجتماعى

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى الأكثر جذباً للمشتركين على شبكة الإنترنت، حيث تلعب دور كبير فى الحياة اليومية لمُعظم الأشخاص حول العالم ، بل أصبحت من الضروريات اليومية وأكثر أهمية من قراءة الصحف أو مُشاهدة التلفزيون. وسائل التواصل الاجتماعى هى تكنولوجيا جديدة ، مهمتها الأولى هى تقريب البعيد وخلق تواصل أكثر سهولة بين الناس ، كما يُمكنها نقل الفيديوهات والصور بسهولة وفى وقت أكثر سرعة من الماضى . وكذلك يُمكنك التواصل مع العائلة والأصدقاء فى بلاد أخرى أجنبية . تؤثر وسائل التواصل الاجتماعى على ثقافة المجتمع والاقتصاد والنظرة الشاملة لقضايا المُجتمع والعالم . وسائل التواصل الاجتماعى لها تأثيرات سلبية وإيجابية مثل العديد من أشكال التكنولوجيا الحديثة .

إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعى

  • التعبير عن الرأى : تسمح للأفراد التعبير عن الآراء وتبادل الآراء عبرها .
  • تبادل الخبرات : يُمكن خلالها مُشاركة الخبرات بين من تجمعهم نفس الاهتمامات .
  • حملات التوعية : يُمكن الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعى لنشر الحملات التوعوية لتوعية الأفراد بمُشكلات وقضايا المجتمع .
  • نشر الإعلانات : يُمكن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى للإعلان عن الخدمات والسلع بشكل أسهل وأسرع من الصُحف والوسائل الأخرى .
  • خلق فُرص عمل : أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة ممتازة لتسويق السلع والخدمات مما يجلب الربح وترويج المُنتجات من خلال الشركات والأفراد ، حيث تتجه الشركات للبحث عن مُوظفين عبر هذه المواقع .
  • الاتصال الدائم بالعالم : تُمكنك وسائل التواصل الاجتماعى من الاتصال الدائم مع الأصدقاء والعائلة فى حالة وجود كل منهم فى دولة أو مدينة أخرى .

سلبيات وسائل التواصل الاجتماعى

  • تعمل على تقليل التواصل المُباشر بين الأفراد .
  • تُقلل من اكتساب الأفراد مهارات التواصل المُختلفة .
  • تُقلل فرصة التواصل فى المشاعر بين الأشخاص .
  • استخدام مواقع التواصل الاجتماعى يؤدى إلى الشعور بالكسل والخمول .
  • نتيجة الكسل والخمول تؤدى إلى زيادة فرصة الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن .
  • تُساعد مواقع التواصل الاجتماعى على انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة .
  • إنشغال كل فرد من الأسرة بهاتفه أو جهاز الكمبيوتر مما يؤدى إلى حدوث التفكك الأسرى وابتعاد الأسرة عن بعضهم البعض .
  • تؤثر المواقع على الخصوصية حيث تجعل أشخاص مُعينة تتدخل فى حياة أشخاص آخرين وتبحث عن عيوبهم وتقتحم حياتهم الخاصة .
  • يؤدى انتشار وسائل التواصل لظهور وانتشار التنمر بين الناس مما يؤدى لمشاكل نفسية نتيجة ممارسة التنمر عليهم .
  • إصابة الكثير من الأفراد بالاكتئاب الشديد وزيادة حالات الانتحار بين الشباب .

مواقع التواصل الاجتماعى

تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على الشباب

  • إضطرابات النوم : الاستخدام المُبالغ فيه لمواقع التواصل الاجتماعى يُسبب الأرق لأن مُخ الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل من الهواتف المحمولة ،يقوم بإفراز هرمون (الميلاتونين) بكثرة مما يُسبب للشخص الأرق وإضطرابات النوم .
  • النسيان وتأثر الذاكرة : يُعانى الشخص المُستخدم لهذه المواقع لفترات طويلة من النسيان وفُقدان القدرة على التركيز والانتباه .
  • الرهاب الاجتماعى : الشخص المُستخدم مواقع التواصل يميل للعزلة والانطواء مما يُسبب الرُهاب والاكتئاب .
  • تأثر العمل والدراسة : تؤثر المواقع على إنتاج الشخص وعمله وتعليمه حيث ينشغل فى المُتابعة والتصفح ويُهمل عمله ودراسته، ويُعانى من تشتت الانتباه بين العمل والدراسة والعالم الآفتراضى .
  • الإصابة بالأمراض : الانشغال فى متابعة هذه المواقع يُسبب الكثير من الأمراض على رأسها البدانة وزيادة الوزن ، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الدم ، أمراض العيون .
  • تأثر الحياة الشخصية : يتعرض البعض لمُشكلات نتيجة التواصل مع الغرباء ، وكذلك يتعرض البعض للسرقة فى حالة القيام بعمليات البيع والشراء عبر هذه المنصات .

إرشادات لاستخدام مواقع التواصل

  • لا تبالغ فى مقارنة نفسك بأحد، ولا تنفصل عن الواقع وتكتفى بالواقع الافتراضى .
  • يجب الظهور فى منصات التواصل جميعها بشكل لا يخل بالآداب العامة ، أو الدخول فى مُهاترات قد تُعطى فكرة سلبية عنك وعن مُستوى تفكيرك .
  • المحتوى المُقدم من أقوى وسائل التأثير الشخصية والإعلامية ، حيث سيجذب إليك المُهتمين ويفتح لك فرصاً عديدة .
  • اجعل وسائل التواصل الاجتماعى هى وسيلتك للوصول لأشخاص مؤثرين ، وتواصل معهم للحصول على الدعم لأفكارك ومشاريعك الحياتية والمهنية .
  • لا تكتفى بالتواصل مع الأصدقاء والعائلة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى ، بل اهتم بقضاء أوقات معهم والحرص على التواصل المُباشر .

إدمان مواقع التواصل الاجتماعى

لا يمكننا إغفال الدور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعى فى تقريب الشعوب والثقافات المُختلفة من بعضهم البعض ، وزيادة هامش الحرية فى إبداء الرأى فى جميع المُشكلات الفردية والاجتماعية مما يُساعد على خلق رأى عام قوى وقادر ، ونشر الوعى بين أفراد المجتمع ، لكن على الجانب الآخر هناك بعض السلبيات لوسائل التواصل مثل التنمر الإلكترونى وغياب الخصوصية ، وصعوبة حفظ البيانات بعيداً عن السرقة والنصب فى بعض حالات التجارة الإلكترونية.

المراجع

  • مقالات وبيانات من شبكة المعلومات الدولية

نُرشح لك للقراءة : جنون إلكترونى

نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية، علم نفس

العنف المنزلى

العنف المنزلى من أكثر الظواهر التى تؤدى لتفكك الأسرة وتهديد السلم والأمان فى المُجتمعات المختلفة . العنف الأسرى هو إلحاق الأذى والضرر بين أفراد الأسرة الواحدة مثل عنف الرجل ضد زوجته ، وعنف الزوجة ضد زوجها ، وعنف أحد الوالدين أو كلاهما اتجاه الأطفال ، وعنف الأولاد اتجاه والديهم . سلوكيات يُراد بها إثارة الخوف أو التسبب بالأذى الجسدى والنفسى والجنسى ، العنف المنزلى يولد شعور الإهانة فى نفس الشريك وإيقاعه تحت أثر التهديد والضرر العاطفى أو الإكراه الجنسى ، لا يتوقف العنف المنزلى دائماً عندما تنتهى العلاقة ، ربما يحدث أيضا بين الشركاء السابقين .

أشكال وسلوكيات العنف المنزلى

  • الإعتداء الجسدى مثل الخنق والضرب ، والدفع والتهديد بالأذى .
  • سلوكيات العنف الجنسى ، أو الجنس الإجبارى ، أو إجبار شخص للقيام بأفعال جنسية لا يرغب بالقيام بها .
  • العزل عن وسائل المساندة والأسرة والمجتمع ، أو استخدام الأسرة والمجتمع للقهر .
  • الإيذاء العاطفى والإهانات والمعاملة باحتقار .
  • التعقب ورصد تحركات الضحية على شبكة الإنترنت وفى وسائل الإعلام الإجتماعية .
  • الأذى المالى مثل الحرمان من نفقات المعيشة أو منع شخص من العمل ، التلاعب بنظام دعم الطفل ، الإلحاح فى طلب المال .
  • منع شخص من ممارسة القيم الروحية أو المُعتقدات الدينية أو إجباره على اعتناق غيرها .
  • إيذاء والتهديد بإيذاء الأحبة مثل الأطفال .
  • إيذاء أو التهديد بإيذاء الحيوانات الأليفة .
  • الأذى القانونى مثل استغلال القوانين لتخويف شخص أو استغلاله أو إنهاكه وتخويفه بشدة .

أنواع العنف المنزلى

الاعتداء الجسدى : هو الشكل الأكثر وضوحاً من أشكال العنف المنزلى ، يشمل الضرب والصفع أو الركل أو اللكم وشد الشعر أو الخنق والحرق، قد يكون بحرمان الضحية من الطعام والنوم ، استخدام أسلحة مثل السكاكين والبنادق لتهديد الضحية والاعتداء عليها .

الإعتداء الجنسى : هو شائع فى الكثير من النساء اللواتى تعرضن لإعتداء جسدى من قبل شركائهم الحميميين ، ينطوى الاعتداء الجنسى على التهديد والقوة لإجبار الضحية على ممارسة الجنس ويشمل المُلامسات غير المرغوبة أو الاغتصاب .

الإعتداء النفسى : هو سلوك غير جسدى يُدمر الضحية نفسياً أو يُضعفها مثل استخدام اللغة المُسيئة والعزل الاجتماعى والرقابة المالية ، يشمل العزل أيضاً منع الاتصال مع الآخرين ، فى كثير من الأوقات يسلب الجانى الضحية كل أموالها للسيطرة عليها وكذلك قد يمنع الجانى الضحية من الحصول على الرعاية الطبية .

رجل يصفع زوجته بشدة

الأطفال والعنف المنزلى

ملايين الأطفال يتعرضون لعنف جسدى ولفظى فى منازلهم طوال العام وقد تتطور مشاكل الأطفال مثل ( القلق المُفرط أو البكاء _ صعوبات النوم _ الخوف _ الاكتئاب _ الانسحاب الاجتماعى _ صعوبات تعليمية ) ، يلوم الطفل نفسه ، قد يهرب الأطفال الأكبر سناً من المنزل الذى يتعرضون فيه للعنف . يميل الأطفال الذين يُشاهدون والدهم وهو يُمارس العنف على والدتهم لأن يمارسوا العنف أيضاً عندما يكبرون ، يمكن أن يلجأ الجانى على تعنيف الأطفال جسدياً حيث يزداد خطر تعرُض الأطفال لسوء المُعاملة الجسدية إذا نشأوا فى بيوت يُمارس فيها العنف المنزلى ، تُشير الاحصائيات إلى أن 3.3 مليون طفل سنوياً يشهدون العنف المنزلى فى الولايات المتحدة . من الصعب أن يكون العنف المنزلى أحادى التأثير على الشريك فقط فغالباً يتسلل للأطفال كذلك فطبيعة الجانى العصبية المُسيطرة لا تتحكم فى انفعالاتها وغضبها ويصل الإرهاب للأبناء والأطفال منهم بالتحديد ، لذلك يجب على الزوجة المُعنفة عدم تجاهل الإشارات التى تُشير لكون الطفل يتعرض للعنف ، وأن تعمل على الحد من تعرضه للإساءة بإبعاده عن الخلافات وحمايته أثناء غضب الأب .

العنف ضد المرأة

يُمثل العنف ضد المرأة خصوصاً من قبل الزوج مشكلة مُستديمة ، تُشير التقديرات العالمية من مُنظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل 3 نساء (30%) من أنحاء العالم كافة يتعرضن فى حياتهما للعنف البدنى أو الجنسى على يد الزوج . كما تُفيد ثلث النساء تقريباً (27%) أعمارهم بين 15 و 49 من المُُرتبطات بعلاقة جنسية بأنهن يتعرضن لشكل من أشكال العنف البدنى أو الجنسى على يد الزوج أو الصديق الحميم ، يؤثر العنف بالسلب على صحة المرأة البدنية والنفسية والجنسية وكذلك إنجاب الأطفال ويتسبب فى زيادة خطورة الإصابة بفيروس العوز المناعى البشرى . تصل نسبة جرائم قتل النساء التى يرتكبها شريك الحياة إلى (38%) من مجموع الجرائم على الصعيد العالمى ، تبلغ نسبة (6%) من نساء العالم تعرضن للإعتداء الجنسى على يد شخص آخر غير الشريك .

نظريات مُفسّرة للعنف المنزلى

  • نظرية التحليل النفسى : يرى فرويد أن العنف ينتج لعدم قدرة الأنا على المواءمة بين النزعات الفطرية وقيم المجتمع فتطغى النزعات العدوانية والشهوانية التى يُعبر الفرد عنها بالعنف .
  • النظرية الإحباطية : هى قوانين تُفسر السلوك العدوانى مثل أن كل تصرف عنيف يقوم به الإنسان ناتج عن ضغط داخلى لم يستطع تفريغه مثل تعرُض المعلم للإحباط من قبل المدير فيُفرغ غضبه وتوتره بتعنيف طلابه .
  • نظرية التعلم الاجتماعى : تُشير إلى أن العنف ناتج عن البيئة الاجتماعية التى يعيش فيها الفرد بحيث يكتسب فيها العنف بالتعليم والتقليد للآخرين .
  • نظرية التنشئة الإجتماعية : التنشئة الإجتماعية المبنية على التمييز العنصرى أو الدينى أو الثقافى تكون سبباً فى اكتساب العنف مع وجود بعض المُجتمعات تعتبر العنف جزء من العُرف والثقافة السائدة .
  • نظرية الاتجاه البنائى الوظيفى : المُجتمع عبارة عن مجموعة أجزاء مُتكاملة ومُترابطة وأى خلل فى أحد أجزائه هو نتيجة خلل فى جزء آخر لذلك فإن العنف فى المُجتمع ينتُج عن نقص فى التوجيه المجتمعى .
  • نظرية الصراع : تؤيد نظرية الفكر الماركسى وتُشير إلى أن العنف ينبُع من الصراع الطبقى السياسى أو الدينى وصراع المصالح للوصول إلى السُلطة فيتسلط الطرف الأقوى على الطرف الأضعف منه .
العنف الأسرى

العنف المنزلى هو شبح يواجه الطرف الأقل فى القوة فى الأسرة غالباً يكون ضد المرأة والأطفال من قبل الزوج ، وتختلف أشكاله بين العنف الجسدى والجنسى والنفسى ، هو من أكثر أسباب الجرائم فى المُجتمعات حول العالم ، ويزيد من خطورته فى المُجتمعات العنيفة حيث يمكن أن يصل للموت أو إحداث إصابات خطيرة للضحية ، يجب مواجهته عن طريق إقرار العقوبات الرادعة لكل من يُفكر فى إجراء سلوك عدوانى ضد الطرف الأقل فى القوة داخل المنزل .

المراجع

  • مقالات واحصائيات من شبكة المعلومات الدولية .

نُرشح لك للقراءة : التنمر المجتمعى

نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية، تعليم، علم نفس

بناء الإنسان

الإنسان هو صانع الحضارة على الأرض، تَميز عن سائر المخلوقات بالعقل الراجح فأصبح خليفة الله على أرضه، والعنصر الرئيسى فى تقدم وتخلف المجتمعات والدول ، لذلك تُمثل عملية صناعة الإنسان أهم عملية فى طريق نهضة الأُمم لعبور الأزمات وبلوغ التقدم والرقى فى جميع المجالات. هل يجب أن نبنى الإنسان؟! … بكل تأكيد نعم … يجب أن نصب كل الاهتمام ببناء الإنسان لأن لا قيمة لأى بناء مهما علا، ولا لأى مشروع أو مؤسسة ما لم نبنى الإنسان القادر على إدارة كل هذا بشكل فعال يحقق أعلى ناتج وربح يساعد على تقدم المجتمع . الفرد فى حاجة إلى عمليات ( غسيل للعقل ) من المعتقدات الخاطئة والخرافية والتقاليد السيئة ، والتفسيرات الدينية الخاطئة والمُتشددة مع بيان الفهم الصحيح وإعلاء قيم السماحة فى الأديان .

لا يكفى لصناعة الإنسان أن نجعل منه طبيب أو عامل أو مهندس بل يجب أن يتمتع غالبية الأفراد فى المجتمع بالثقافة اللازمة لتشكيل الوعى السياسى والاجتماعى لمواجهة جميع الأخطار والمُشكلات التى تواجه الشعوب والمُجتمعات مع القدرة على التغلب عليها بالعمل والاجتهاد . أولى خطوات نشر الوعى هى تعريف الأفراد ببلادهم على الواقع دون مبالغات أو شعارات رنانة ، وسيكتشف الناس أنفسهم عندما يكتشفون واقع بلادهم بما فيها من إيجابيات وسلبيات .

من يبنى الإنسان؟

يقع العبء الأكبر فى بناء الإنسان على الأسرة والمجتمع والحكومات ، فنجد أن الإنسان الفاشل فى أسرته و مجتمعه لا يتمكن من المساهمة فى صناعة ورقى المجتمع والدولة، كما نجد أن الدول المُتقدمة هى من استطاعت توظيف قدرات أفرادها الجسدية والفكرية فأثبت الإنسان فيها كفاءته ونجح فى بناء مجتمعات راقية تعتمد على العلم والثقافة والعمل . تتصدر المؤسسات التعليمية والثقافية القائمة فى عملية بناء الإنسان فهى المنوط بها عملية التعليم منذ الطفولة والشباب ،تعمل على نشر الوعى والفكر السليم فى برامج التعليم والأنشطة المختلفة ، كما تأتى المؤسسات الدينية فى مكانة عالية بما تُمثله من قيمة روحية سامية لدى الناس، تُمثل وسائل الإعلام والتواصل بين الناس فى المجتمع عامل مؤثر وقوى فى توجيه الفكر المجتمعى نحو نبذ سلوكيات وأفكار معينة مع الاحتفاء بكل ما هو جيد نافع للمجتمعات .

الحديث عن الثقافة والوعى هو حديث يشمل الأدب والسينما وكل الفنون لأن الفن هو مرآة الشعوب المتحضرة ، الفن الحقيقى هو من يهتم بقضايا الناس ويخاطب العقل ويحترم ذكاء المُتلقى فيخلق لديه القدرة على طرح التساؤلات عن الحياة والواقع والمستقبل ، الإنتاج الفنى الحقيقى هو الذى يرتقى بالإنسان ويُرسخ لديه مفهوم الإبداع والتَميُز، كما يعمل على رفع الهمم وزرع الثقة فى النفوس وتكوين الشخصية القوية القادرة على إيجاد حلول للأزمات وصناعة الحضارات .

صناعة العقل

علم صناعة الإنسان!

بعد الثورة الصناعية فى العصر الحديث تحولت عملية الصناعة لتصبح أهم عملية يقوم بها الإنسان بعد أن كان يعتمد على الزراعة بصورة أكبر ، تقوم عملية الصناعة على تحويل المواد البدائية لمُنتجات تُفيد البشر ، نحن فى حاجة لتطبيق العلم على عملية بناء الإنسان ليفيد المجتمع كذلك . المُلاحظ فى السنوات الأخيرة الإتجاهات العلمية لظهور علم خاص قائم على صناعة الإنسان من بداية تدرُج ظهور العلوم الإنسانية من علوم الاجتماع وعلم النفس حتى ظهور علوم جديدة مثل التنمية البشرية وعلم إدارة الموارد البشرية بما يؤسس بصورة واضحة لظهور علم جديد لصناعة الإنسان خلال خطوات واضحة ومُحددة :

أولا/ اكتشاف ميول ورغبات الإنسان : نكتشف ما يهتم به الإنسان والمجال المُتناسب مع قدراته ورغباته .

ثانيا/ تأهيل وتوجيه الإنسان : نؤهل الإنسان ليصبح شخص منتج ،نرفع كفاءته ونستثمر قدراته ونُنمى شخصيته على العمل الجماعى المُؤسسى والإبداعى .

ثالثا/ ترسيخ البناء الإنسانى : يُعبر الإنسان عن نفسه وقدراته خلال مشروع عملى واقعى، نوفر رأس المال اللازم للمشاريع الناشئة ونتابعها حتى النجاح والاعتماد على النفس .

كل المؤشرات تدل على أننا لو تمكنا من بناء الإنسان قوياً راسخاً بالعلم والقيم سيصبح المجتمع خالياً من كل العيوب التى تُعيق مسيرة التقدم والتطور ، سنجد كل أصحاب المهن يبدعون ويُخرجون أقصى طاقاتهم لخدمة المجتمع والناس ،ربما تختفى الكثير من أمراض المجتمع الشائعة فى اللامبالاة والأنانية والجشع والطمع والسلبية أو يقل وجودها وانتشارها بين الناس فيسير المجتمع نحو التقدم والازدهار ولو بخطوات بطيئة أفضل من الثبات على حاله أو التأخر للخلف والانحدار .

نُرشح لك للقراءة : الجهل والعداء

نشرت تحت تصنيف فكر، قضايا إجتماعية، علم نفس

الحب فى طوق الحمامة

قلوب المُحبين سابحة فى الفضاء كأسراب الحمام، تحمل فى طوقها رسائل اللهفة والشوق للقاء الأحبة . ( أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسى ) الفقيه الظاهرى المذهب ، وضع رسالة فى الحب فطافت حول العالم فى طوق الحمامة وتلقفتها القلوب والعيون بمزيج من التلهُف والأشواق المُلتهبة ، فكأنما كتب دستوراً توزن به قلوب العاشقين وتُلتَمس فيه دروب المحبة والأُلفة بين البشر ، لمست الرسالة قلوب المُحبين فحفظتها العقول وعملت بها الجوارح فبقيت الحمامة رمز المحبة والسلام عبر العُصور وظل فى طوقها كتاب الحب .

الكلام فى ماهية الحب

الحب – أعزك الله – أوله هزل وآخره جد . دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة ، وليس بمنكر فى الشريعة ،إذ القلوب بيد الله عز وجل . اختلف الناس فى ماهيته وقالوا وأطالوا، والذى أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة فى هذه الخليقة فى أصل عنصرها الرفيع على سبيل مُناسبة قواها فى مقر عالمها العلوى ،ومجاورتها فى هيئة تركيبها . المحبة ضروب، فأفضلها محبة المتحابين فى الله عز وجل، ومحبة القرابة، ومحبة الأُلفة والاشتراك فى المطالب، ومحبة التصاحب والمعرفة ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه ، ومحبة الطمع فى جاه المحبوب ، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره ، ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر ، ومحبة العشق لإتصال النفوس ، ومحبة العشق الصحيح المُمَكن من النفس ولا فناء لها إلا بالموت ، وقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يؤكد ذلك :

الأرواح جنود مُجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

العلة فى الحب فى أكثر الأمور على الصورة الحسنة ، النفس الحسنة تولع بكل شىء حسن وتميل إلى التصاوير المُتقنة ، فهى إذا رأت بعضها تثبتت فيه، فإن ميزت وراءها شيئاً من أشكالها اتصلت وصحت المحبة الحقيقة ، وإن لم تُميز وراءها شيئا من أشكالها لم يتجاوز حبها الصورة وأكتفت بمقام الشهوة . الحب أعزك الله داء عياء وفيه الدواء منه على قدر المعاناة ، ومقام مُستلذ ، وعلة مُشتهاة لا يود سليمها البرء ، ولا يتمنى عليلها الإفاقة . يزين للمرء ما كان يأنف منه ، ويسهل عليه ما كان يصعب عنده حتى يحيل الطبائع المُركبة والفطرة المخلوقة .

علامات الحب

وللحب علامات ظاهرة يعرفها الفَطن ، ويهتدى إليها أصحاب العقول والقلوب الرقيقة المُمتلئة بالأُلفة . أولها إدمان النظر لمحاسن المحبوب ، والعين باب النفوس وسفير الأشواق ، فترى الناظر لا يطرف ، يتنقل بتنقل المحبوب وينزوى بانزوائه . ومنها الإقبال بالحديث مع المحبوب ، والإنصات لحديثه إذا حدث ، واستغراب كل ما يأتى به ، وتصديقه وإن كذب، وموافقته وإن ظلم، والشهادة له وإن جار ، واتباعه كيف سلك . ومنها أيضا الإسراع بالسير نحو مكانه والتعمد للقعود بقربه والدنو منه ، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى مفارقته ، والتباطؤ فى المشى عند القيام عنه ، بهت يقع وروعة تبدو على المُحب عند رؤية من يحب فجأة وطلوعه بغتة ، واضطراب يبدو على المُحب عند رؤية من يشبه محبوبه أو عند سماع اسمه فجأة . يغير الحب النفوس فيجود المرء ببذل كل ما يقدر عليه مما كان يمتنع به قبل ذلك ، ينبسط فى المكان الضيق ، ويضيق فى المكان الواسع، يتجاذب المُحبان على الشىء يأخذه أحدهما ، كثرة الغمز الخفى والميل بالإتكاء ، تعمُد لمس اليد عند المحادثة ولمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة ، شرب فضلة ما أبقى المحبوب فى الإناء وتحرى أماكن المقابلة . تجد المُحب يستدعى سماع اسم من يحب ويستلذ الكلام فى أخباره ولا يرتاح لشىء ارتياحه لها.

ومن علاماته حب الوحدة والأُنس بالانفراد ، ونحول الجسم دون حد يكون فيه ولا وجع مانع من التقلب والحركة والمشى ، والسهر من أشهر أعراض المُحبين . يعرض للمحبين القلق عند أمرين : أحدهما عند رجائه لقاء من يحب فيعرض عن ذلك حائل ، والثانى عند حادث يحدث بينهما من عتاب لا تدرى حقيقته إلا بالوصف ، فيشتد القلق، فإما أن يذهب تحامله إن رجا العفو ، وإما أن يصير القلق حزناً وأسفاً إن تخوف الهجر ، فترى أعراض الجزع والحمرة المقطعة من إعراض محبوبه عنه ونفاره منه ، وآية ذلك الزفير وقلة الحركة والتأوه وتنفس الصعداء. قد ترى المُحب يحب أهل محبوبه وقرابته وخاصته حتى يكونوا أحظى لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته ، ومن علاماته البكاء يتفاضل فيه أهل الحب ، فمنهم غزير الدمع تجيبه عينه وتحضره عبرته إذا شاء ، ومنهم جمود العين عديم الدمع . يعرض فى الحب سوء واتهام كل كلمة من أحدهما وتوجيهها إلى غير وجهها ، وهذا أصل العتاب بين المُحبين ، ترى المُحب إذا لم يثق بنقاء طوية محبوبه له كثيراً فى التحفظ مما لم يكن يتحفظ منه قبل ذلك، مثقفاً لكلامه، مزيناً لحركاته . ومن آيات الحب المراعاة للمحبوب وحفظه لكل ما يقع منه ، وبحثه عن أخباره لا يسقط منها شىء وتتبعه لحركاته وسكونه .

كتاب طوق الحمامة

آفات الحب

للحب آفات تنغص عليه صفوه وتكدر سعادة من يلتمسون فيه المسرة والطمأنينة ، أولها العاذل ، وهو اللائم كثير العتاب والسخط ، صديق أسقط مؤونة التحفظ ، أو عاذل زاجر لا ينتهى أبداً من الملامة وذلك خطب شديد وعبء ثقيل . ثانيها الرقيب على المُحبين ، هو مُثقل بالجلوس فى مكان اجتمع فيه المرء مع محبوبه وعزما على الانفراد بالحديث . ثالثهما الواشى، هو النمام والكذاب يسير بين المُتحابين بالكلام بغرض الوقيعة بينهم فيفسد النفوس ويوغر الصدور . رابع الآفات الهجر، هو البعد والافتراق وعكسه الوصل واللين فى التعامل ، قد يكون الهجر يوجبه التذلل وهو ألذ من الوصل ،يأتى عن ثقة كل واحد من المُتحابين بصاحبه فيظهر المحبوب الهجر ليرى صبر مُحبه ، وهجر يوجبه العتاب لذنب يقع من المُحب ، وفيه بعض الشدة لكن فرحة الرجعة وسرور الرضى يعدل ما مضى ، فإن لرضى المحبوب بعد سخطه لذة فى القلب لا تعدلها لذة وموقفاً من الروح لا يفوقه شىء من أسباب الدنيا . خامسها البين ، هو الفراق والبعد عن الحبيب ، قد يكون الفراق لمدة يوقن بإنقضائها والعودة عن قريب فيمتنع اللقاء وتقع الغصة فى القلب ، وفراق للسفر والبعد فى المكان ، ثم فراق الموت وهو الذى ليس بعده إياب . سادسا السلو، هو النسيان والبُعد المُتعمد ، وعاقبة كل حب أحد أمرين : إما الظفر بالحبيب ، وإما السلو والنسيان الحادث للمحبين ، السلو المتولد من الهجر وطوله كاليأس يدخل على النفس من بلوغ أملها فيفتر نزاعها وتقل رغبتها ، السلو ينقسم قسمين : سلو طبيعى يسمى بالنسيان يخلو به القلب ويَفرغ البال ، ويكون الإنسان كأنه لم يحب قط ، الثانى سلو تطبعى يأتى من قهر النفس ويسمى بالتصبر فيُظهر المُحب التجلد ويحاسب نفسه ويوقف مشاعره تجاه الحبيب رغم وخزات الأشواق فى جدار القلب .

أن تفتح قلبك وتسير فى دروب الحب ، فأنت مستعد لرؤية الدنيا بما فيها من سرور ولذة ، وأن تتحمل كذلك ما فيها من أحزان ومصائب ، وعلامة الحب خضوع القلب للمحبوب وإقتفاء آثار العشق فوق الطُرق والدروب، طريقك مُعبَد بالورود والرياحين مع بعض الأشواك والعقبات لإختبار الصبر والشجاعة ، وأمل فى الظفر بالحبيب ولو طال الإنتظار ، أو فناء الروح فى محبة المحبوب وخلودها الدائم فى جنات المحبة بين أزهار القلوب والأرواح العاشقة ، وهذا مقام العُشاق العظماء ولا يناله إلا صفوة المُحبين .

رسائل الحب

نُرشح لك للقراءة : ابن حزم وأحياء المذهب الظاهرى

المراجع

  • كتاب طوق الحمامة فى الأُلفة والألاف / ابن حزم الأندلسى

نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية، تنمية ذاتية، علم نفس

الحاجة والاختراع

شعور الحاجة هو المُحفز الرئيسى للإنسان للفعل والعمل، كما لعبت الحاجة الدور الرئيسى فى عملية البحث والابتكار لدى الإنسان طوال التاريخ، وما تبع ذلك من ظهور الاختراعات طوال الوقت لسد حاجات الإنسان ومُتطلباته . ظهر المثل الإنجليزى القديم ” الحاجة أم الاختراع ” مؤيداً لهذه الفكرة ومُصدقاً عليها ، وهو يعنى أن الحاجة هى المُحرك الرئيسى والدافع الأكبر لأغلب الاختراعات الحديثة . سار الاختراع ملازماً لسد احتياجات الإنسان البدائى من مقومات الحياة الأساسية فى المأكل والشراب والسكن فصنع آلات الصيد وأوانى الطعام والمياه وسكن فى الكهوف ثم تعلم بناء المنازل واكتشف النار واخترع اللغة للتواصل مع الآخرين . بعد ذلك حاول الإنسان أن يرتقى أكثر فى سلم الحضارة فبحث عن التقدم والرفاهية وبدأ فى إشباع الحاجات العقلية فظهر العلم والثقافة وانتشرت بفضل اختراع الكتابة وبداية تدوين العلوم والفنون والتاريخ الإنسانى . كلما زاد التقدم العلمى والحضارى كلما زادت حاجات الإنسان وزادت كذلك الابتكارات والاختراعات لتلبية هذه الاحتياجات ، فالعقل البشرى يرفض كل ما هو غامض ويسعى دائماً لكشف المجهول وتفسير الظواهر الطبيعية والعلمية وحل المشكلات الإجتماعية وإيجاد علاج للأمراض الحديثة والقدرة على التنبؤ بالكوارث الطبيعية وأحوال الطقس قبل أن تحدث للتعامل معها بشكل أفضل .

فى العصور الحديثة لم تعد الحاجة وحدها هى المحرك للاختراع بل أصبح الاختراع هو فى حد ذاته من الحاجات الأساسية وهو يأتى متقدماً على الحاجة ، فكثير من الاختراعات الحديثة تأتى من فضول طبيعى لدى العلماء والأشخاص أو من التجربة والبحث فى الاختراعات السابقة بدون حاجة مُحددة مسبقاً لإشباعها ، بعد ذلك يقوم الناس بتجربة الاختراع الجديد ومع انتشاره بين الناس يُقرر المجتمع فائدة الاختراع الجديد ويُقبلوا عليه أو عدم الفائدة من ورائه ويبتعدوا عنه ، كما تلعب شركات التسويق والدعاية دور كبير فى إقناع الجماهير بأهمية وفائدة الاختراعات والأجهزة الحديثة والحاجة لها للترويج لمنتجاتها وتحقيق الأرباح الوفيرة ، ويظهر ذلك بصورة كبيرة فى توالى ظهور تحديثات جديدة كل فترة على نفس السلع والاختراعات القديمة لجذب الجمهور دائماً لشراء الجديد للحصول على ميزة أو أكثر تم تعديلها على ماهو قديم ، مثال على ذلك السيارات والهاتف المحمول وجميع الأجهزة الإلكترونية حتى الوصول لماركات الملابس وصيحات الموضة الجديدة ومُحاولة ابتكار أنواع جديدة من الطعام والمشروبات وكذلك فى الفنون والآداب .

هرم ماسلو للحاجات

هرم ماسلو عبارة عن نظرية وضعها العالم الأمريكى (أبراهام ماسلو) فى ورقة بحثية بعنوان (نظرية الدافع البشرى) عام 1943م ، بعدها قدم نظريته بشكل أكثر تفصيلاً فى كتاب (الدافع والشخصية) عام 1954م ، حققت النظرية شهرة كبيرة وتم استخدامها فى مجالات وعلوم عديدة فى علم النفس وعلم الإجتماع والإدارة والتنمية البشرية والتدريس وقياس القدرات ، تقوم النظرية على أن الإنسان لديه 5 أنواع من الإحتياجات يسعى لتحقيقها وضعها ماسلو فى صورة هرم قاعدته الحاجات الرئيسية ، وأن الإنسان ينتقل بعد إشباع الحاجات الأساسية لمحاولة إشباع الحاجات الأخرى بالترتيب حتى الوصول لقمة الهرم ، قَسم ماسلو الحاجات لفئات هى ( الحاجات الفسيولوجية _ حاجات الأمان _ الحاجات الإجتماعية _ الحاجة للتقدير _ الحاجة لتحقيق الذات ) .

هرم ماسلو للحاجات
  • الحاجات الفسيولوجية : هى الحاجات اللازمة للحفاظ على حياة الإنسان مثل التنفس والطعام والماء والجنس والإخراج والنوم ، قد يلجأ الشخص الذى يعانى من نقص هذه الحاجات لإشباعها بشكل مُبالغ فيه بعد توفرها مثل ميل الفقير بعد أن يصبح غنى للشراهة فى الطعام والشراب أو الزواج لمرات عديدة .
  • حاجات الأمان : بعد إشباع الحاجات الجسدية يلجأ الشخص للحاجات التى تعطيه شعور الأمن والطمأنينة كالسلامة الجسدية من العنف والإعتداء والأمان الوظيفى والأمن الصحى والعائلى والأمن المالى وكل ما يمكن أن يُحقق الشعور بالأمان فى المجتمع .
  • الحاجات الإجتماعية : تأتى بعد ذلك الحاجات الإجتماعية للشخص من العلاقات العاطفية والعائلية والحاجة للإنتماء والقبول من الآخر وتكوين الصداقات ومساعدة الآخرين ، مع غياب إشباع هذه الحاجات قد يُصبح الشخص مُعرض للقلق والعُزلة والاكتئاب .
  • الحاجة للتقدير : هى حاجة الشخص لتحقيق مكانة مرموقة فى المجتمع أو الوصول لمنصب رفيع مما يعطيه الشعور بالثقة فى النفس والقوة واكتساب الاحترام من الآخرين مع الرغبة فى الظهور والتميز فى العمل .
  • الحاجة لتحقيق الذات : هى قمة هرم ماسلو أو الحاجات العليا وتتمثل فى حاجة الإنسان لتسخير كل مواهبه وقدراته ومهاراته لكى يتمكن من تحقيق القدر الأكبر من الإنجازات والابتكارات المُهمة بالنسبة له ليصل للشعور بالرضا والسعادة نتيجة لذلك .

تم تحديث النظرية بعد ذلك وأُضيف لها (الحاجات المعرفية) من الرغبة فى الاستكشاف والتعلم ، و (الحاجة إلى الجمال والفن) ، كما أشار ماسلو فى كتاباته الأخيرة إلى أن قمة هرم الحاجات الإنسانية ليست فقط تحقيق الذات بل هى (تجاوز الذات) أو السمو الذاتى ومحاولة مساعدة الأشخاص الآخرين على تحقيق الذات .

الدنيا مبتديش محتاج

لكل شخص حاجات يرغب فيها ويُجاهد لتحقيقها بكل الوسائل لكن فى الغالب الدنيا لا تعطى للفرد كل حاجاته ، كما أنها فى كثير من الأوقات لا تعطى الشخص ما يريد فى حالة السعى الشديد للحصول عليه وربما تعطيه نفس الأمر بعد أن يتركه وينساه وبدون بحث أو مقدمات ، فتجد من يريد إنجاب طفل ويطرق أبواب الأطباء جميعاً فلا يُفلح وبعد أن يصل لليأس ويستسلم للقدر وينسى الأمر يتحقق الحمل والإنجاب فجأة ، ومن يبحث عن العمل أو الزواج لفترة طويلة دون توفيق وبعد أن يفقد الأمل يتحقق المُراد وكأنه معجزة إلهية أو أمر مُفَاجىء دون سابق نذير . والمثل الشعبى يقول أن ” الدنيا لا تُعطى المحتاج وقد تعطى المُستغنى ” ، وقد لا تُعطيك ما تريده رحمة بك لأن ليس به الخير الذى تظنه فيه فمن يستطيع أن يجزم بما سيحدث فى المستقبل ؟! ، أو أن يعرف حقيقة الخير والشر فيما يريد ؟

اختراع للمصافحة بدون اللمس

لذلك يجب أن نطلب ما فيه الخير والكرامة من الله ومن الناس دون التذلل والخضوع المُبالغ فيه كما ورد فى الحديث الشريف :

اطلبوا الأشياء بعزة نفس فإن الأمور تجرى بالمقادير

وأن نتعلم الرضا والحكمة الإلهية وراء كل ما يحدث ، فالدنيا قد لا تُعطى الإنسان كل ما يريد لكنها ربما تعطيه ما تراه مناسباً له أو ما يستحقه .

نُرشح لك للقراءة : الحياة والدراجة

نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية، علم نفس

المرأة نكْدّية أَم حزينة ؟!

المرأة مُتهمة دائماً بأنها المصدر الرئيسى لجلب النكد والغضب والمُشاحنات فى العلاقة الزوجية، ومع تكرار وصف الرجال للمرأة بصفة (النكْدّية) ترسخت التهمة وأصبحت حُكم نافذ يُطلقه أغلب الأزواج تجاه الزوجات فى أغلب المواقف العاصفة التى تستدعى الغضب والشجار بينهم وتُهدد صفو العلاقة الزوجية وتنزع السعادة والهدوء من المنزل والعائلة كلها . تختلف صفات النساء وتتعدد شخصياتهم كما هو الحال عند الرجال ، وبالتأكيد هناك بعض النساء تميل طبيعتها للنكد والغضب والعصبية ، كما يوجد فريق آخر من النساء يحمل طابع الفرح والبشاشة والمودّة ، والمرأة فى جميع حالاتها هى صاحبة التأثير الأكبر فى حياة الأسرة والأبناء بشكل إيجابى أو سلبى ، وهى مصدر السَكينة والرحمة والسعادة للزوج من متاعب الحياة ، يُلقى الرجل لديها بأحزانه ومتاعبه فتُطيبها المرأة الذكية بكلمة وابتسامة ونصيحة مُخلصة صادقة.

صفات المرأة النكْدّية

المرأة النكْدّية تظهر بصورة واضحة فى حياة الرجل ، هى الزوجة التى تنتظر زوجها لحظة دخول البيت بوجه عابس مُكفهر ومشاعر سلبية عدائية تُعبر عنها فى كلمات وأفعال غاضبة مُستفزة، وهى المرأة التى تسعى دائماً بدون أسباب لتعكير حياة الزوج حتى فى أوقات السعادة والفرح يمكنها إيجاد أشياء سيئة تحيل المشاعر ناحية الحزن والكآبة .هى الزوجة التى تتعمد إهمال الزوج واللامبالاة به والتقليل من قدره ومكانته فى كل ما يقوم به من أعمال . هناك البعض من النساء تُفضل تذكير الزوج بأخطائه السابقة وبأوقات المُعاناة والشقاء فى العلاقة بينهم ظناً منها بأن هذا يستدر عطف الزوج لكنه فى الغالب يجلب النكد والغضب والمُشاحنات بينهم. ذاكرة المرأة القوية وعشقها للتفاصيل الدقيقة وتفكيرها فى سيناريوهات مُحتملة سيئة يُدخلها فى حالة من القلق والغضب يمكن أن تتحول إلى حالة من الصمت الزائد والخرس الزوجى المُصاحب للنكد .عدم تأنى الزوجة فى اختيار الوقت المناسب لمناقشة الزوج فى المشاكل العائلية والطلبات المادية يجلب غضب الزوج وسخطه كأن تفعل هذا بعد عودة الرجل من العمل مباشرة أو قبل إقامة العلاقة الحميمة أو بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة .

المرأة الحزينة

صفات المرأة الحزينة

المرأة بطبعها كائن حالم ، تضع الكثير من الطموحات والأحلام والأمل قبل الزواج على زوجها المُنتظر ، بعد الزواج يمكن أن تتحول المرأة إلى زوجة حزينة لو لم تجد السعادة والراحة مع زوجها ، وأن تتحول الأحلام إلى جراح نازفة باستمرار وأحزان لا تنتهى . ربما يكون سبب حزن الزوجة هو الزوج نفسه لأنها لم تجد فيه ما كانت تطمح إليه من صفات شخصية وأفكار وأسلوب فى المعاملة معها . تزيد حالة الحزن لدى المرأة فى حالة عدم تفهم الرجل لحالتها العاطفية والشعورية وعدم إعطائها الفرصة للتعبير عن نفسها والاستماع لها فتميل للعُزلة وحديث النفس مما يُشكل ضغط نفسى كبير يمكن أن يؤدى لحالة من الحزن الشديد والاكتئاب . الزوجة تميل بطبعها للكلام وتبادل الحديث مع الزوج لذلك يكون صمت المرأة من أقوى دلائل حزنها وشعورها بعدم الراحة والتعاسة . الشعور بالحزن والاكتئاب طوال الوقت وانعدام الرغبة فى تغيير الحياة والبحث عن السعادة صفات تلازم المرأة الحزينة . شعور المرأة بالملل الشديد عند مشاركتها الزوج فى الأنشطة المختلفة مثل التنزه والطعام وحتى تجاذُب الحديث بينهم يدل على حزنها الشديد . عدم الثقة فى الزوج والشك الدائم فيه وغياب الأمان معه مع عدم الاعتماد على الزوج فى كل ما يخصها تُشكل علامات واضحة لحزن الزوجة وغياب السعادة عن الحياة الزوجية .

نصائح للتعامل مع المرأة

  • الحوار الودى الهادىء بين الزوجين أفضل طريقة لحل المشكلات .
  • تجنب العصبية والمُشاحنات أمام الغُرباء والأقارب والأبناء وخارج المنزل .
  • عدم إهمال الزوجة والتشاغُل عنها بالعمل والأنشطة الأخرى .
  • عدم مبادلة الزوجة الصمت بالصمت والتجاهل بالتجاهل للحد من الحزن والنكد .
  • البعد عن توجيه كلمات اللوم والسباب والسخرية إلى الزوجة .
  • مبادلة المرأة الحديث والانصات لها وأخذ رأيها بعين الاعتبار .
  • الحرص على اختيار الوقت المناسب للحوار الزوجى والبعد عن أوقات المرض والإرهاق والعصبية .
  • توفير عمل للزوجة لتفريغ طاقتها فيه وتجنب بقائها فى حالة نفسية سيئة نتيجة لوقت الفراغ .
  • محاولة احتواء المرأة وامتصاص أحزانها وتَقبُّل تقلباتها المزاجية .
  • القيام بأفعال تُسعد الزوجة مثل شراء هدية بسيطة أو دعوة للخروج وتناول الطعام فى الخارج .
  • تَقبُّل المرأة فى حالة الحزن والغضب والبحث عن حلول لحالتها وعدم مواجهتها بغضب وعصبية مماثلة .
  • فى حالات الغضب الشديد بين الزوجين يمكن الفصل بينهم لفترة قصيرة حتى يعود كل طرف للهدوء والثبات ويمكنهم التواصل بعدها.

يجب أن نعرف أن المرأة تعبر أوقات سيئة عديدة فى الحياة لطبيعة تغيُر الهرمونات فى جسدها ونتيجة لضغوط الحياة المتواصلة ولذلك فأن حالتها النفسية والمزاجية مُعقدة عن الرجل، وأنها ليست عاشقة للنكد بطبيعتها كما يتم وصفها لكنها من أكثر ضحايا الحزن والقلق والاكتئاب ، كما أنها تحتاج للمساعدة والدعم والإحتواء للتخفيف عنها . لا يسعنا فى النهاية لتلخيص حالة المرأة النفسية والمزاجية إلا أن نورد كلمات (نيتشه) :

المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة هى الحب .

أغنية بطلة العالم فى النكد

نُرشح لك للقراءة : لماذا تبكى النساء ؟!

نشرت تحت تصنيف فكر، قضايا إجتماعية، علم نفس

الجهل والعداء

المعرفة سلاح الإنسان ضد الخوف من المجهول، والإنسان بطبعه عدو لكل ما يجهل فى الحياة حتى لو كان فيه النفع العظيم له ، من الشجاعة أن نحاول أولاً فهم ما نجهله قبل الحكم عليه بشكل سلبى أو إيجابى . قد يأتى الخوف والعداء لكل ما هو جديد لأننا لا نملك الإدراك بالنتائج المترتبة للمشاركة فى إكتشافه ولذلك نُفضل الابتعاد عنه خشية وقوع نتائج سيئة لنا، ونُفضل التعامل مع ما نعرفه ونفهمه لضمان النتيجة مُسبقاً . سوء الفهم والجهل قد يصنع الشجار والبغضاء فى كثير من المُناقشات والحوارات اليومية العادية ،فالعديد من الناس يشعرون بالحرج والخوف من السؤال عن معنى كلمة أو مُصطلح غير معروف بالنسبة لهم خشية أن يتم وصفهم بالجهل ، ربما يدفعهم هذا الخوف من إلقاء السؤال للعداء الشديد تجاه الكلمات والمُصطلحات الجديدة ومن يُرددها من الناس دون وعى بحقيقة الكلمة والمُصطلح ودون إلمام كافى بالموضوع المطروح للمُناقشة .

لا يجب أن يشعر الإنسان بالحرج من السؤال عن ما يجهل لأن السؤال هو مفتاح المعرفة الإنسانية ، ولا يجب أن نتكبر عن طلب العلم والمعرفة أو أن نتحرج من السؤال بدلاً من إتخاذ رأى سلبى ومُعادى تجاه كل ما هو جديد من الأفكار والأشخاص المختلفين فكرياً وسلوكياً عن طبيعتنا ، قد يكون العقل البشرى قاصر بعض الوقت عن فهم طبيعة وفكرة بعض الأشياء ،لكن مع بذل الجهد والوقت اللازم للتعلم والمعرفة يمكن أن يُدرك بواطن الأمور ويصل إلى حقيقة الأشياء مما يُقرب من وجهات النظر المختلفة ويمنع سوء الفهم والمُشاحنات .

السؤال سر المعرفة

عداء كل جديد

يمر الزمن وتسير عجلة التطور الإنسانى فيكتشف الإنسان أشياء جديدة ويخترع آلات ووسائل مُتطورة تُمكنه من العيش بطريقة أفضل وتجعل إيقاع الحياة أسرع وأكثر رفاهية من الماضى، لكن دائماً تقف أفكار الغالبية من الناس فى موقف العداء من كل شيء جديد يظهر حتى قبل تجربته وإدراك مزاياه وعيوبه . الأمثلة كثيرة فى التاريخ على إختراعات مهمة فى تاريخ البشرية تم مُهاجمتها ورفضها فى بداية ظهورها ثم أصبحت بعد ذلك من أساسيات وضروريات الحياة ، فعندما نجح (الأخوان رايت) فى صنع أول طائرة عام 1903 م تم تجاهلهم من الصحافة والإعلام وقالت إحدى المجلات العلمية عن اختراع الطائرة أنه خدعة ومن المستحيل أن يطير جسم أثقل من الهواء . عندما أخبر (توماس إديسون) مكتب براءة الإختراع الأمريكى أنه يحاول صناعة المصباح الكهربائى ،كان رد مدير المكتب بأنها فكرة مستحيلة وغبية وأن الناس يكتفون بضوء الشمس كل يوم . وكذلك ما حدث مع (ألكسندر جراهام بل) عندما عرض اختراع التليفون على شركة للاتصال والتلغراف كان ردهم أن هذا الاختراع يحتاج تقاطعات عديدة ومستحيل أن يتم استخدامه على نطاق كبير ،بعدها عرض اختراعه فى لندن على مكتب البريد ورفض المكتب اختراعه بحجة أنهم لديهم عدد كبير من الأولاد يعملون فى توزيع البريد . بالقياس على كل ما سبق تم كذلك رفض جميع وسائل المواصلات فى بداية ظهورها مثل السيارة والقطار ، وجميع الأجهزة الإلكترونية مثل الراديو والتلفزيون والكمبيوتر والكاميرا والسينما والهاتف المحمول .

المذهب الحنفى والتجديد

أشهر أمثلة الرفض والعداء لما هو جديد عند العرب والمسلمين حدثت فى عهد (محمد على باشا) حاكم مصر عندما قام ببناء المسجد الكبير واستخدم طريقة حديثة على عصره فى نقل المياه للمسجد عن طريق أنابيب يتم التحكم فيها بالفتح والإغلاق بواسطة آلة جديدة سوف يتم تسميتها بعدها (الحنفية) ، وبعد علم من يعملون بمهنة السقا بوجود هذا الاختراع وخوفهم من تعميمه مما سيعرضهم لفقد مصدر رزقهم قاموا بإقناع بعض العلماء بإصدار فتوى تحريم استعمال الاختراع الجديد بحجة أن الماء يجب أن يكون جارياً وأن (الحنفية) توقف الماء مما يجعله فى حُكم الماء الآسن غير الصالح للإستخدام وأنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ، لكن تصدى علماء (المذهب الحنفى) لذلك وأفتوا بجواز استخدام الاختراع الجديد مستندين للقاعدة (الأصل فى الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم) لذلك تم تسميته (الحنفية) نسبة للمذهب الحنفى الذى انتصر للتجديد والحداثة .

الجهل والتَعصُب

على الجانب الآخر يقف العلم والتطور كحل لمشكلات الفرد والمجتمع وهو القادر على إخراج المجتمعات من ظلام الجهل إلى التطور والإنفتاح على الثقافات المختلفة والحلول الحديثة والمبتكرة لجميع الأزمات التى تُقابله ، العلم يُعزز قيمة الأخلاق والتسامح مع النفس ومع الآخر مما يزيد روح الأُلفة والمحبة والتفاهم فى المجتمع . يجب أن تعلم أن أهم خطوات نبذ التَعصُب والكراهية فى المجتمع هى المعرفة والتواصل مع الآخر وأن الجهل وضيق الأفق هو بالتأكيد أشد أعداء الإنسان والإنسانية .