نشرت تحت تصنيف فكر، قضايا إجتماعية

التلوث وتغير المناخ

التلوث هو من أخطر أعداء الإنسان على الأرض،والإنسان هو أول من بدأ فى تلويث الأرض بعد اكتشافه للنار ، حيث أحضر حجرين وجعلهم يشتعلان بواسطة الاحتكاك فخرجت أول غازات ملوثة فى التاريخ ، كما أنه لم يكن يطفىء النار بعد استخدامها لكنه كان يتركها مشتعلة طوال أيام فى حفرة بها الأخشاب . مع مرور الوقت أصبح يقطع أشجار الغابة لكى يبنى بها المنازل التى يسكنها مما أنقص من قدرة الغابات على امتصاص غازات الاحتباس الحرارى ، وإنتاج الأكسجين اللازم لبقاء الكائنات الحية . زادت حدة تلوث البيئة بعد الثورة الصناعية حيث قام الإنسان ببناء المصانع التى كانت تستخدم الفحم بشكل كبير، ثم استخدم الوقود السائل مما أدى لزيادة التلوث بشكل ملحوظ عن ما قبل .

التلوث البيئى الذى يعانى منه كوكب الأرض تصاحبه تغيرات مناخية مثل الجفاف والتصحر وحرائق الغابات والفيضانات والأعاصير. التغيرات المناخية تؤدى إلى زيادة معاناة الفقراء فى العالم وتحرمهم من الغذاء ومن المياه الصالحة للشرب . التغيرات المناخية تظهر على الغلاف الجوى العالمى الذى يظهر تبايناً واضحاً فى حالة المناخ وتقلباته . بدأت التغيرات المناخية منذ تشكلت الأرض حيث مرت بتغيرات كالعصور الجليدية أو موجات الحرارة المرتفعة لملايين السنين . تغير المناخ قضية حاسمة فى العصر الحالى لما يترتب عليها من آثار مثل تغيرات فى درجة الحرارة ومعدلات هطول الأمطاروارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات مما يؤدى لحدوث الفيضانات . تغير المناخ وتلوث الهواء مرتبطان ببعضهما بشكل وثيق ، من خلال الحد من تلوث الهواء يمكننا أن نحمى أيضاً المناخ .

أسباب تغير المناخ

  • إزالة الغابات : تساهم الغابات فى التخلص من ثانى أكسيد الكربون الموجود فى الغلاف الجوى عن طريق إمتصاصه وتخزينه فى الأشجار ويتسبب قطع الأشجار بتراكم ثانى أكسيد الكربون فى الجو .
  • الزراعة وتربية الحيوانات : تؤدى إلى انبعاث أنواع مختلفة من الغازات الدفيئة للغلاف الجوى مثل غاز الميثان وكذلك أكسيد النيتروجين الذى يستخدم فى صناعة الأسمدة .
  • إنتاج الأسمنت : يسبب إنتاج الأسمنت فى انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو مما يساهم فى تغير المناخ .
  • حرق الوقود : يحتوى الوقود الموجود فى باطن الأرض منذ آلاف السنوات كالنفط أو الفحم أو الغاز على ثانى أكسيد الكربون ويؤدى حرقه إلى إطلاق ثانى أكسيد الكربون فى الهواء .

آثار تغير المناخ على الإنسان

  • يؤثر التغير فى المناخ على زيادة المخاوف لدى الإنسان ويتسبب فى زيادة القلق واليأس .
  • يؤثر الإرتفاع فى الحرارة على مساعدة الإنسان على تنظيم درجة حرارة الجسم بشكل صحيح .
  • يؤثر التغير فى المناخ على انتشار الحشرات التى تحمل أمراض مُعدية .
  • يؤثر الارتفاع فى درجات الحرارة على عمل بعض الأدوية مثل التى تستخدم لعلاج الفصام .
  • تؤدى درجات الحرارة المرتفعة إلى بعض المشاكل الصحية مثل ضربة الشمس والإنهاك الحرارى وتشنج العضلات .
  • يؤدى التغير فى المناخ إلى زيادة الهجرة من المناطق الريفية التى تعانى إلى المُدن الحضرية مما يؤدى إلى الازدحام .
  • تؤدى التغيرات فى المناخ إلى آثارجسدية ونفسية حيث تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسى وتزيد من الاضطرابات والقلق وعدد حالات الانتحار .
تلوث الهواء

وقف التغيرات المناخية

لأننا نستحق الحماية المتساوية ، ولدنا متمتعين بحقوق الإنسان الأساسية والتى يتهددها خطر داهم من التغيرالمناخى . التصدى للتغير المناخى يمنحنا الفرصة لنولى الأولوية لرفاهية الإنسان بضمان الحق فى بيئة نظيفة وصحية من خلال تمكين المزيد من الناس من الحصول على موارد طاقة أنظف وأرخص و إتاحة فرص عمل فى قطاعات جديدة ، نحن نملك المعرفة والقوة والقدرة على وقف التغير المناخى ، وهناك العديد من الأشخاص حول العالم يعملون بجد على السياسات والحملات والحلول الكفيلة بحماية البشر والأرض من التغيرات المناخية .

تلوث المحيطات

حماية المحيطات من التلوث تعتبر نقطة أساسية لمكافحة تغير المناخ ، وتُعتبر النفايات البحرية من أكثر المخاطر التى تواجه المحيطات فى الوقت الحالى ، لذلك أقر الإتحاد الأوروبى قانون يهدف إلى الحد من النفايات البحرية بنسبة تصل إلى 30% ، تشير الدراسات أن عشرة ملايين طن من القمامة يتم سنوياً إغراقها فى المحيطات ، وتُعد المحيطات من العوامل الرئيسية للمناخ فهى تستوعب نحو 90% من حرارة الكوكب ، كما تحتوى على 30% من ثانى أكسيد الكربون ، وتقوم بضخ ما يقرب من 50% من الأكسجين الموجود فى الهواء .

حلول لتقليل التغيرات المناخية

  • التشجيع على توفير الطاقة وإستخدام الطاقة النظيفة .
  • تقليل الغازات المُلوثة قبل أن تنتشر فى الغلاف الجوى .
  • تقليل الاعتماد على النفط ومشتقاته كمصدر أساسى للطاقة .
  • رفع الوعى البيئى للمواطنين وجميع أفراد المجتمع .
  • استغلال مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .
  • مساعدة الدول النامية على خفض انبعاثات المُلوثات .
  • ابتكار مصانع وآلات صديقة للبيئة .
قناع الغازات

المُجتمعات الأكثر فقراً هى الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ لقلة ما لديها من موارد يمكن استثمارها فى منع تأثير تغير المناخ والتخفيف منها ، ويساهم التغير المناخى فى إحداث اختلالات فى الأمن العالمى حيث يؤدى إلى شُح الطعام والمياه وسلامة النظم البيئية . نشرت منظمة الصحة العالمية تقرير صادم يُحذر من أن ما يصل إلى 1.7 مليون طفل فى جميع أنحاء العالم ، أو واحد من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة يموتون سنوياً جراء التلوث ، لذلك يجب أن ينتبه الجميع لخطورة التلوث الذى يقود إلى التغيرات المناخية ، وأن يعمل الجميع لمحاولة تقليل نسب التلوث والحد من التغيرات المناخية .

المراجع

  • مقالات وبيانات من شبكة المعلومات الدولية

نُرشح لك للقراءة : القمامة أزمة الدول النامية

نشرت تحت تصنيف قضايا إجتماعية

القمامة أزمة الدول النامية

القمامة وتراكم المخلفات من أكبر المشكلات التى تواجه الدول العربية والنامية , حيث يعانى المواطنين من تكدس أكوام من النفايات فى الطرق العامة والشوارع السكنية , وقد تمتد المخلفات للحدائق العامة والمصالح الحكومية فى بعض الأوقات فتفسد على المواطن حياته وتهدد الصحة وتقلل من كفاءة القيام بالعمل , وعلى الجانب الآخر تلعب القمامة دور الصداع الدائم لدى الحكومات المتعاقبة فتبحث لها عن حلول بسن قوانين جديدة لمعاقبة من يعمل على تلويث البيئة وإنشاء محارق ومصانع لتدوير القمامة وتشجيع المواطنين للمشاركة فى الفرز المبدئى للمخلفات والعمل على نظافة البيئة , لكن المشكلة تتفاقم دائما وتصل فى كثير من البلدان لكارثة بيئية .

أسباب انتشار القمامة :

_ زيادة عدد السكان مما ينتج زيادة فى الاستهلاك وبالتالى زيادة فى المخلفات .

_ التطور الكبير فى مجال الصناعة نتج عنه مخلفات صناعية بحجم كبير قد تحتوى على عناصر خطرة وضارة .

_ استخدام طرق خاطئة للتخلص من المخلفات يؤدى لزيادة المخلفات بشكل أكبر وتراكمها فى البحار والمحيطات والصحراء .

_ عدم السرعة فى نقل القمامة والتخلص منها يؤدى لتراكمها ويفضل أن تنقل بشكل يومى .

_ غياب القوانين التى تعاقب على رمى القمامة فى الطرقات وتعاقب من يخالف بالغرامة أو الحبس .

_ إهمال بعض المواطنين وعدم اهتمامهم بالمشكلة البيئية الناتجة عن رمى المخلفات فى الشوارع .

_ عدم وجود حلول جذرية لمشكلة القمامة واللجوء لحلول وقتية تنتهى سريعا وتعود المشكلة .

أنواع المخلفات :

_ مخلفات حميدة : لا تشكل مشكلة بيئية ويمكن التخلص منها بطرق آمنة وسهلة .

_ مخلفات خطرة : تحتوى على مواد إشعاعية أو مركبات معدنية وتصنع مشاكل بيئية خطيرة .

_ مخلفات صلبة : تشمل المواد المعدنية أو الزجاجية او الخشبية الناتجة عن نفايات المنازل والصناعة والزراعة .

_ مخلفات سائلة : تنتج من المياه المستخدمة فى الصناعة والزراعة وكذلك الزيوت ومياه الصرف الصحى.

مخلفات غازية : هى الغازات والأبخرة الناتجة عن عمليات الصناعة وتتصاعد فى الهواء مثل أول أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكبريت .

حلول لمواجهة أزمة القمامة :

من الشرح السابق تبين لنا حجم الأزمة وما يمكن أن تؤدى له من زيادة معدلات تلوث الهواء بالغازات الخطرة على الصحة والتى تعمل على زيادة معدلات أمراض الصدر والقلب , وكذلك تلوث المياه فى الأنهار والبحار يؤدى للقضاء على الكائنات البحرية وتسمم الأسماك وخطورته على صحة الإنسان , مع تلوث التربة وانعدام صلاحيتها للزراعة وظهور التصحر والتجريف , فكان من الواجب أن نذكر بعض الحلول المستخدمة لحل أزمة المخلفات حول العالم :

1_ الطمر : يتم حفر حفرة عميقة فى الأرض وتجهيزها بطبقات عازلة من الإسمنت أو البلاستيك لعزلها عن المياه الجوفية , وتوضع بها المخلفات ثم تغطى بالتراب ويستخدم السطح بطريقة عادية بعد ذلك , هى فكرة لا تحتاج لتكلفة إقتصادية كبيرة لكنها ليست آمنة بشكل كامل لوجود احتمال تلوث للمياه الجوفية أو حدوث تسرب للغازات .

2_ حرق المخلفات : عن طريق إنشاء محارق للمخلفات بعيدا عن المناطق السكنية والتجمعات حيث يتم حرق القمامة والتخلص منها بشكل كبير , هذه الطريقة تحتاج لتكلفة عالية لإنشاء محطات الحرق وتشغيلها وصيانتها وقد ينتج عنها آثار ضارة مثل الدخان وبعض بقايا المخلفات الغير قابلة للحرق .

3_ إنتاج السماد العضوى : يتم فى هذه الطريقة معالجة المخلفات بطرق بيولوجية وحيوانات دقيقة كديدان الأرض من أجل تحويلها لسماد عضوى يستخدم فى الزراعة , وهى طريقة تحتاج لفريق علمى وتجهيزات علمية .

4_ إنتاج غاز الميثان : تتم معالجة المخلفات العضوية بطرق بيولوجية فى وسط خالى من الهواء واستخدام بكتريا لا هوائية لإنتاج غاز الميثان واستخدامه كمصدر طاقة فى الطهى والتسخين , وتحتاج لفريق علمى أيضا .

5_ إعادة تدوير المخلفات : يتم تجميع المواد التى يمكن تدويرها وفرزها وتقسيمها لفئات تستخدم كمواد خام تصلح للصناعة وتتحول لمنتجات جديدة قابلة للاستخدام فى المستقبل , نشأت الفكرة فى الحرب العالمية الأولى والثانية بعد أن عانت الدول من نقص فى المواد الأساسية مثل الحديد والمطاط فلجأت لجمع المخلفات وتدويرها وإعادة استخدامها , ويمكن من خلال هذه الطريقة إعادة استخدام مواد كثيرة مثل ( الورق_ البلاستيك_ المعادن_ الزجاج_ الخشب_ الطوب_ مياه الصرف الصحى ) , هى أنجح الطرق لمعالجة المخلفات وخلق فرص عمل ووظائف للشباب العاملين بها .

وتعد ألمانيا أكبر دولة فى العالم فى معدل تدوير المخلفات حيث بلغ حجم المخلفات البلاستيكية التى جمعت بها عام 2015 حوالى 6 ملايين طن وتم تدوير نسبة 84% منها ودخلت كمواد أولية فى الصناعة والنسبة الباقية من أجل الطاقة , كما بلغ الحجم الكلى لتدوير النفايات بها عام 2017 نسبة 66% وأرباح سنوية تقدر ب 100 مليار دولار , كما تتجه لاستيراد القمامة من إيطاليا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية .